أعلاج بهجر لم يكن لي فيها حاجة. قال: فعلم أنه لا يريد القتال)! انتهى.
وقد بادر ابن عمر إلى بيعة يزيد عند وصول معاوية إلى مكة، فقد أورد في الطبقات: 4 / 182 نصوصا عن بيعته ليزيد، ثم بيعته لعبد الله بن الزبير، ولعبد الملك بن مروان، ومخالفته لأهل المدينة في ثورتهم على يزيد بعد كربلاء.
وروى في: 4 / 149، أنه كان يقول: (لا أقاتل في الفتنة، وأصلي وراء من غلب)!
وروى في: 4 / 145، اعتراف ابن عمر بأنه فر من الزحف مع النبي صلى الله عليه وآله! قال: (فقلنا كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟ فقلنا ندخل المدينة فنبيت بها ثم نذهب، فلا يرانا أحد).
كما روى في: 4 / 187، ندم ابن عمر قبل موته على تخلفه عن مبايعة أمير المؤمنين عليه السلام وعدم جهاد بني أمية معه! فكان يقول: (ما أجدني آسى على شئ من أمر الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية)! وفي السيرة الحلبية: 2 / 264 أنه كان يقول ذلك بعد مقتل عمار! ولو كان جادا لترك معاوية وانضم إلى علي عليه السلام!
2 - لا مستند حقوقيا لمعاوية في زعمه؟
القاعدة العقلية والشرعية أن الإنسان حر، ولا ولاية لأحد على أحد إلا خالقه ومالكه عز وجل، ومن فوض اليه الولاية عليه. فكل ولاية على فرد أو جماعة لا تستند إلى تخويل من الخالق المالك سبحانه، لا شرعية لها.
وإنما أعطى الله تعالى الولاية لنبيه صلى الله عليه وآله على المؤمنين فقال: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم. (الأحزاب: 6) لأن النبي صلى الله عليه وآله أعلم وأرحم بالمؤمنين من أنفسهم كما قال تعالى: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. (التوبة: 128) لذلك لا ولاية شرعية عندنا لأحد بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا من نص عليهم الذي لا ينطق عن الهوى وهم عترته الطاهرة عليهم السلام! ومن نصوا على ولايته!