أبو سفيان منتصرا.. ينفث كفره ويركل قبر حمزة رحمه الله برجله!
كانت معركة أحد أكبر انتصار حققته قريش المشركة على النبي صلى الله عليه وآله، وكان أهم إنجاز لها قتلها حمزة سيد الشهداء عم النبي صلى الله عليه وآله، في سبعين صحابيا.
لذلك بقيت لأحد في نفس أبي سفيان وهند نكهة خاصة، تثير فيهما زهو النصر وذكرياته! كما بقي لها في نفس النبي وعترته صلى الله عليه وآله وقع الاستشهاد في سبيل الله، والمأساة والدمعة! وقد ركز النبي صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى، في عقيدة المسلمين ومشاعرهم مكانة حمزة ورفقائه شهداء أحد رضوان الله عليه وعليهم، بصلاته الخاصة على حمزة، وإقامة مجالس النوح والبكاء عليه لعدة أيام، وحث المسلمين على زيارة قبره، والتزام النبي وأهل بيته بها.
وقد سجل التاريخ ما فعله أبو سفيان في جثمان حمزة يوم أحد: (فوقف على جثمان حمزة وأخذ يدق فمه بالرمح ويقول: ذق عقق، ذق عقق). أي ذق يا عاق قومه القرشيين باتباعه النبي صلى الله عليه وآله! (سيرة ابن هشام: 3 / 608 و: 4 / 42، وتاريخ الطبري: 2 / 206).
وفي النهاية لابن الأثير: 2 / 172: (أي ذق طعم مخالفتك لنا وتركك دينك الذي كنت عليه يا عاق قومه، جعل إسلامه عقوقا). (وغريب الحديث للحربي: 1 / 44، ولسان العرب: 10 / 257، والمستقصى في أمثال العرب للزمخشري: 2 / 84، والعين للخليل: 1 / 64، وفصل الحاكم لمعمر بن عقيل / 228، والأغاني: 15 / 194، وجمهرة الأمثال أبي الهلال العسكري: 1 / 124).
وقد تقدم ما فعلته هند في جثمان حمزة وأنها شقت بطنه وكبده ولاكت قطعة منها، وقطعت آرابه ومذاكيره فجعلتها حليا لها! (معمر بن عقيل / 227).
* * أما بعد انتصار النبي صلى الله عليه وآله وإعلان أبي سفيان وهند (دخولهما) في الإسلام وسكناهما في المدينة كالمسلمين، فلم يختلف الأمر في قلبيهما، ولا في قولهما ولا في فعلهما، إلا ما يفرضه عليهما الجو، ويخشيان منه ردة فعل المسلمين!