بتعبير الإمام الباقر عليه السلام: (أشبه باليهود من الليل بالليل)! وذلك لجرأتهم على إسقاط قانون العقوبة الإلهي، وقولهم إن المسلم مهما ارتكب، فلن تمسه النار حتى أياما معدودة! وقد نشر مذهب الإرجاء كعب الأحبار وأخذه عنه بعض الصحابة ثم معاوية! واستوفينا ذلك في المجلد الثالث من العقائد الإسلامية.
7 - ترسيخ معاوية والأمويين للجبرية والإرجاء كدين!
ركز معاوية عقيدة الجبرية والإرجاء في حياته، واستمرت بعد وفاته على يد يزيد وبني مروان! قال المفيد في الإرشاد: 2 / 116: (وعرض عليه (ابن زياد) علي بن الحسين عليهما السلام فقال له: من أنت؟ فقال: أنا علي بن الحسين. فقال: أليس قد قتل الله علي بن الحسين؟ فقال له علي: قد كان لي أخ يسمى عليا قتله الناس. فقال له ابن زياد: بل الله قتله. فقال علي بن الحسين: الله يتوفى الأنفس حين موتها. فغضب ابن زياد وقال: وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للرد علي؟! إذهبوا به فاضربوا عنقه! فتعلقت به زينب عمته وقالت: يا ابن زياد حسبك من دمائنا، واعتنقته وقالت: والله لا أفارقه فإن قتلته فاقتلني معه؟ فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة، ثم قال: عجبا للرحم! والله إني لأظنها ودت أني قتلتها معه، دعوه فإني أراه لما به). (ونحوه في الطبقات: 5 / 212، والنهاية: 8 / 210).
وفي الكافي: 2 / 409، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (لعن الله القدرية لعن الله الخوارج لعن الله المرجئة، لعن الله المرجئة! قال قلت: لعنت هؤلاء مرة مرة، ولعنت هؤلاء مرتين؟! قال: إن هؤلاء يقولون: إن قتلتنا مؤمنون! فدماؤنا متلطخة بثيابهم إلى يوم القيامة! إن الله حكى عن قوم في كتابه: قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين.. قال: كان بين القاتلين والقائلين خمسمائة عام