معاوية لم يجالس النبي صلى الله عليه وآله ولا الصحابة!
عاش معاوية في مكة مع أمه هند وأخيه عتبة وأخته أم الحكم، في ظل أبيهم أبي سفيان قائد المشركين. وعندما فتح النبي صلى الله عليه وآله مكة كان معاوية في أول شبابه، وذكر العلامة الحلي رحمه الله أنه هرب إلى اليمن لأن النبي صلى الله عليه وآله كان هدر دمه ولعله لسوء لسانه، وأنه جاء قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله بخمسة أشهر دخيلا على العباس عم النبي صلى الله عليه وآله فأعلن إسلامه وعفا عنه النبي صلى الله عليه وآله وسكن المدينة كأبيه وعدد من الطلقاء، ولم يعهد عنه في هذه المدة القصيرة في المدينة أنه حسن إسلامه، أو كان مهتما بالتفقه ومجالسة النبي صلى الله عليه وآله والصحابة الراسخين في الإيمان. لذلك لم يرووا ولا حوله في المدينة إلا أن النبي صلى الله عليه وآله استحضره ذات يوم مرات ليكتب له رسالة، وكان يجيبه إنه يأكل! فدعا عليه النبي صلى الله عليه وآله أن لا يشبع الله بطنه! ورووا حوله حديثا أنه كان يجر أباه في المسجد فلعن النبي صلى الله عليه وآله الجار والمجرور! وحديثا آخر أن النبي صلى الله عليه وآله ضبطه خارج المدينة مع صديقه الأكبر منه سنا، عمرو بن العاص وهما يشربان الخمر ويغنيان بالتشفي بقتل حمزة على سنة أمه هند وأبي سفيان! فدعا عليه النبي صلى الله عليه وآله وعلى عمرو: (اللهم اركسهما في الفتنة ركسا، اللهم دعهما في النار دعا)! وقد كان ذلك قبل فتح مكة!
ومعنى ذلك أن معاوية لم يهتم فترة وجوده في المدينة بأن يتعلم معالم الدين ويعايش النبي صلى الله عليه وآله والصحابة الأبرار كما يهتم الشخص المسلم عن اعتقاد! بل كان ابن قائد المشركين الذي اضطر أن يستسلم، وكان همه أن يبحث عند نبي صلى الله عليه وآله هذا الدين عن منصب، لاستعادة موقع أبيه الذي خسره بالإسلام!
وحديثهم عنه يدل على أنه شاب نهم يفضل ملء بطنه على إجابة دعوة رسول