الجزيرة في حرب مسيلمة الكذاب، إلى العراق مقابل جيش الفرس، فالشام مقابل جيش الروم، فالعراق ثانية، فأصفهان، والموصل وآمد، فالشام في معركة اليرموك، فحلب وأنطاكية وجبال اللكام، ثم مصر في جبهتها البرية والبحرية مع الروم، ثم في الكوفة موجها لجيوش البعوث، ومراقبا للحاكم وجهاز الدولة، ثم منفيا من عثمان عند معاوية وعند ابن خالد في نفس المناطق التي فتحها بسيفه! ثم وزيرا لأمير المؤمنين عليه السلام وعضده في سلمه وحربه، وبطل صفين الذي وصل إلى قاب قوسين من خيمة معاوية وتحقيق النصر، فدبروا له رفع المصاحف لتضليل المسلمين وتضييع ثمرة النصر!
قال ابن الأعثم: 3 / 188: (فكان معاوية بعد ذلك يقول: والله لقد رجع عني الأشتر يوم رفع المصاحف وأنا أريد أن أسأله أن يأخذ لي الأمان من علي، وقد هممت ذلك اليوم بالهرب، ولكن ذكرت قول عمرو بن الأطنابة حيث يقول...:
وقولي كلما جشأت وجاشت * مكانك تحمدي أو تستريحي).
* * وما أسهل أن تلاحظ حقد معاوية الذي لم يستطع أن يكتمه على مالك! فقد دخل في نسيجه بغض عديم القيم لصاحبها، وعداوة المنافق للمؤمن، وكره الجبان للبطل، وحسد القزم للعملاق!
قال الموفق الخوارزمي في المناقب / 232: (ونادى (الأشتر): ليبرز إلي معاوية، فقال: لست بكفوي! قال الأشتر: فابرز إلى صاحبي فإنه سيد قريش والعرب كلهم فدع التعلل! ثم دعا معاوية جندب بن ربيعة وكان خطب إلى معاوية ابنته فرده، فقال له عمرو بن العاص: إن قتلت الأشتر زوجك معاوية ابنته رملة! فبرز إليه جندب فقال له الأشتر: من أنت وكم ضمن لك معاوية على مبارزتي؟ قال: يزوجني ابنته بقتلك، فأنا الآن آتيه برأسك، فضحك الأشتر! وحمل عليه جندب