ألقوا عليها الخرق وغمسوها في زيت، وأشعلوا فيها نارا فحملوها معها). انتهى.
وإنما فعل ذلك ابن الزبير لأن والي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، ابن أخ معاوية، كان مسافرا (تاريخ خليفة بن خياط / 170) فأسرع في دفنها قبل أن يرجع الوليد فيصلي عليها، ويستفيد من جنازتها لمعاوية!
بل لعل معاوية نفسه كان في المدينة وكان ذلك اليوم خارجها! فقد رووا أنه استنكر على ابن عمر بكاءه عليها! كما في وفيات الأعيان: 3 / 16، ونسخة نبيط / 4: (ولما ماتت بكى عليها ابن عمر فبلغ ذلك معاوية فقال له: أتبكي على امرأة؟ فقال: إنما يبكي على أم المؤمنين بنوها، وأما من ليس لها بابن فلا). انتهى. يقول له معاوية، وما عائشة حتى تبكي عليها؟! فيجيبه إنك يا معاوية من المنافقين، ولست من المؤمنين لتبكي عليها! ومهما يكن، فالمتفق عليه عند الجميع أن عائشة ماتت وهي مغاضبة لمعاوية وليس لها إمام!
4 - قتله الصحابي سعد بن أبي وقاص!
في فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 988: (دخل سعد بن مالك (وهو أبو وقاص) على معاوية فقال: السلام عليك أيها الملك! فقال معاوية: أو غير ذلك؟ أنتم المؤمنون وأنا أميركم! فقال سعد: نعم إن كنا أمرناك! فقال معاوية: لا يبلغني أن أحدا زعم أن سعدا ليس من قريش إلا فعلت به وفعلت)! (ورواه الأزدي في الجامع: 10 / 390، وعبد الرزاق في المصنف: 10 / 391، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 17 / 324، وأحمد في فضائل الصحابة: 2 / 988، واليعقوبي: 2 / 217، وابن الأثير في الكامل: 3 / 275).
وهذا من خبث معاوية فقد كشف ما كان يقال سرا من الطعن في نسب سعد، فقال له إنك لست من قريش! ولذلك قال الرواة بعد نقلهم كلام معاوية: (فقال محمد بن علي: لعمري إن سعدا لوسط من قريش أو من وسط قريش، ثابت