الناس فيتخذونها سنة، فإذا غير منها شئ قيل: غيرت السنة! قال أبو جعفر: وقد تعلمون أن بعض الملوك ربما أحدثوا قولا أو دينا لهوى. فيحملون الناس على ذلك حتى لا يعرفون غيره)! (ورواه شرح النهج: 13 / 222).
وفي الغدير: 2 / 102: (قال الجاحظ في كتاب الرد على الإمامية: إن معاوية كان يقول في آخر خطبته: اللهم إن أبا تراب ألحد في دينك، وصد عن سبيك، فالعنه لعنا وبيلا، وعذبه عذابا أليما! وكتب ذلك إلى الآفاق فكانت هذه الكلمات يشاد بها على المنابر، إلى أيام عمر بن عبد العزيز.
وإن قوما من بني أمية قالوا لمعاوية: يا أمير المؤمنين إنك قد بلغت ما أملت، فلو كففت عن هذا الرجل! فقال: لا والله، حتى يربو عليه الصغير، ويهرم عليه الكبير، ولا يذكر له ذاكر فضلا).
تملق الولاة لمعاوية في العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل للسيد محمد بن عقيل / 94: (وذكر المبرد أن خالدا هذا لما كان أمير العراق كان يلعن عليا فيقول: اللهم العن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، صهر رسول الله على ابنته، وأبا الحسن والحسين! ثم يقبل على الناس ويقول: هل كنيت). (وهو في كامل المبرد / 399، ونثر الدرر للآبي / 798، والأغاني: 22 / 25).
وقد تعلم خالد القسري التملق من زياد بن أبيه، الذي قتل وعذب وسجن وهدم بيوت كل من لم يلعن عليا عليه السلام في الكوفة والبصرة لمدة خمس سنوات! ثم اتخذ قرارا أن يحشر من بقي وبدأ بشخصيات الكوفة وعلمائها فأهلكه الله!
(وأراد زياد أن يعرض أهل الكوفة أجمعين على البراءة من علي عليه السلام ولعنه، وأن يقتل كل من امتنع من ذلك، ويخرب منزله، فضربه الله ذلك اليوم بالطاعون