وفي طبقات ابن سعد: 3 / 507: (عن ثابت عن أنس أن أبا طلحة اكتوى وكوى أنسا من اللقوة). وفي الإستذكار: 8 / 418: (وكوى أبو طلحة أنس بن مالك من اللقوة أيضا). وفي: 4 / 157: (أن بن عمر رقي من العقرب ورقي ابن له، واكتوى من اللقوة، وكوى ابنا له من اللقوة). (ونحوه في سنن البيهقي: 9 / 343 وعبد الرزاق: 11 / 18).
وفي البرصان والعرجان للجاحظ / 103: (وممن أصابته اللقوة الحكم بن أبي العاص، ذكر عبيد الله بن محمد قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن صدقة بن جميع بن عمير، أن ابن عمر قال: رأيت النبي (ص) جالسا والحكم بن أبي العاص خلفه، فجعل يلوي شدقه يهزأ منه! فقال رسول الله: اللهم ألو وجهه... وممن أصابته اللقوة عيينة بن حصن، جحظت عينه وزال فكه، فسمي عيينة وكان اسمه حذيفة! وإذا عظمت عين الإنسان لقبوه أبا عينية).
وفي مستدرك سفينة البحار: 10 / 482: (دعا رسول الله صلى الله عليه وآله على عشرين، وأمير المؤمنين عليه السلام على عشرة منهم، فابتلوا بالبرص والجذام والفلج واللقوة والعمى).
هل يصاب خليفة الله بالقوة؟!
كان معاوية في أوج عزه سنة ستين هجرية، فالإمبراطورية الأموية المترامية طوع بنانه، وأوامره نافذة فيها من أدناها إلى أقصاها، على الكبير فيها والصغير، وخططه فيها ماضية إلى أهدافها، وقد أخذ البيعة لابنه يزيد بقوة السيف من كل بلادها وكافة زعمائها، ولي عهده وخليفته من بعده!
في هذا الجو سافر في فصل الربيع في موكبه المهيب، إلى الحجاز في غير موسم الحج، ليستطلع أوضاعه ويصرف أموره، ويستعيد ذكرياته ومرابعه، فكانت المفاجأة المصيرية كامنة له عند الأبواء بين المدينة ومكة، فقد أفاق صباحا على حمى وصداع شديدين، وقد اعوج وجهه وصار فمه تحت عينه!