عن لبس الذهب؟ قالوا: نعم. قال: وأنا أشهد). انتهى.
ويكفيك هذا الاهتمام الكبير من معاوية، وهذا التهافت في رواياتهم في حكم الذهب، لتعرف أن القضية تبرير! وأن تقرأ فتوى ابن حنبل وابن تيمية لتعرف تأثير معاوية على الفقه الحنبلي! قال ابن تيمية في فتاواه: 21 / 87: (وفي يسير الذهب في باب اللباس عن أحمد أقوال: أحدها الرخصة مطلقا لحديث معاوية: نهى عن الذهب إلا مقطعا، ولعل هذا القول أقوى من غيره).
* * هذا كله في الحجاز وأمام الصحابة، أما في الشام فلا يحتاج معاوية إلى حديث نبوي في تحليل الذهب، بل يستطيع أن يعتذر لمن اعترض على تبرج مغنياته، ولبس المغنين الذهب، بأن (الدنيا مالت بنا فملنا بها)! ففي مسند الحارث / 177 (زوائد الهيثمي: 2 / 616): (عن عمرو بن الأسود، قال: خطبنا معاوية فقال: ست نهاكم عنه رسول الله وأنا أبلغكم ذلك عنه: التبرج، والتصاوير، والذهب، والحرير، والنياحة، والمغنية. قال: فلما كان الغد خرج جواري معاوية ملطخات بالذهب والحرير، قال قلت: يا معاوية تنهانا عن الذهب والحرير؟ قال: إنها والله مالت بنا فملنا)! انتهى. ولا بد أنه كان مع المغنيات معنين أيضا يلبسون الحرير والذهب، وإلا لما تعجب الراوي للتناقض بين خطبة معاوية وبين عمله. ومعنى قوله (مالت بنا) أنا سكرنا بها وغلبتنا كالذي تميل الخمر برأسه! قال ابن عمرو العاص كما في شعب الإيمان: 7 / 387: (كنا مع رسول الله (ص) تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وإنا اليوم قد مالت بنا الدنيا). (وأسد الغابة: 3 / 234، وابن المبارك / 181).
وكان معاوية في شبابه صعلوكا لامال له!
كان عمر معاوية عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله نحو عشرين سنة، والى ذلك الوقت كان