حمل خالد ومن معه من جيشه، وحمل كل الأمراء بمن معهم، وتبعهم المسلمون بالتهليل والتكبير فصبرت لهم الروم بعض الصبر، حتى إذا غابت الشمس وأظلم الأفق انكشف الروم منهزمين بين أيديهم، وتبعهم المسلمون يأسرون ويقتلون كيف شاءوا). انتهى.
أقول: يفهم من الرواية أن مالكا ضرب قائدهم ماهان ففر جريحا، فذهل الروم وتغيرت كفة المعركة لصالح المسلمين! لكن المرجح أنه قتله فبرز اليه آخران فقتلهما، ثم ثمانية من قادة جيش الروم، أو بطاركتهم كما يسمونهم!
فقد روى الكلاعي في الاكتفاء: 3 / 273، واصفا الأشتر: (كان من جلداء الرجال وأشدائهم، وأهل القوة والنجدة منهم، وأنه قتل يوم اليرموك قبل أن ينهزموا أحد عشر رجلا من بطارقتهم، وقتل منهم ثلاثة مبارزة)! انتهى.
بل تشير رواية الطبري: 3 / 74، التالية إلى أن ماهان قتل من ضربة الأشتر: (عن عبد الله بن الزبير قال: كنت مع أبي الزبير عام اليرموك فلما تعبأ المسلمون..... فهزمت الروم وجموع هرقل التي جمع فأصيب من الروم أهل أرمينية والمستعربة سبعون ألفا وقتل الله الصقلار وباهان، وقد كان هرقل قدمه مع الصقلار). انتهى.
وستعرف أن رواة السلطة يحرصون على طمس بطولات من لا يحبونهم أو سلبها منهم ونسبتها إلى أتباع السلطة، وهذا هو السبب في نسبتهم قتل ماهان إلى مجهول! أو قولهم إنه اختلف في الذي قتله! وكذلك طمسهم مبارزات الأشتر الأخرى، وأسماء قادة الروم الأحد عشر الذين قتلهم رحمه الله.
جهاد مالك الأشتر بعد اليرموك!
وصف ابن العديم في تاريخ حلب: 1 / 569، توغل الأشتر بعد اليرموك في أرض الروم فقال: (وحدثني الحسن بن عبد الله أن الأشتر قال لأبي عبيدة: ابعث معي