خطة معاوية في إجبار الناس على سب علي عليه السلام ولعنه!
لماذا اختار معاوية وهو السياسي المحنك، سياسة إجبار الناس على سب علي عليه السلام ولعنه والبراءة منه؟ وهو يعرف أنه مشروع حاد عنيف، باهض التكاليف؟ فمهما يكن علي بن أبي طالب عليه السلام في رأيه، فهو ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وعضده، ومناقبه وأحاديث النبي فيه لا يمكن أن ينساها المسلمون، فهم يحبونه، ومنهم من يعتقدون أنه إمام رباني، ووصي النبي صلى الله عليه وآله بأمر الله تعالى.
فما الداعي لمعاوية أن يجعل لعنه والبراءة منه (فريضة دينية) على الناس بمرسوم خلافي، ويشدد على ولاته في تنفيذها على منابر الجمعة وقصور الحكام، ويأمرهم أن يمتحنوا بها الناس ويقتلوا من لا ينفدها، أو يعترض عليها؟!
لقد بذل معاوية لمشروعه جهودا كبيرة وأموالا طائلة، وسخر له أجهزة الدولة وأئمة المساجد، وشغل به الناس وامتحنهم، وقتل بموجبه الألوف المؤلفة!
فلماذا كان يرى ذلك أمرا ضروريا حتى لو بلغت نفقاته المالية ملايين، وبلغت كلفته السياسية توترات في البلاد ومشكلات، وسفك دماء.
قبل أن نصل إلى السبب الحقيقي عند معاوية، فلنقرأ الأولوية المطلقة التي أعطاها لمشروعه هذا فجعله أهم من كل مشاريع الأمن والإعمار والفتوحات!
قال الطبري في تاريخه: 4 / 187: (إن معاوية بن أبي سفيان لما ولى المغيرة بن شعبة الكوفة في جمادى سنة 41، دعاه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإن لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا... وقد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة، فأنا تاركها اعتمادا على بصرك بما يرضيني، ويسعد سلطاني ويصلح به رعيتي،