2 - تزويره معنى قاتل عمار في حديث النبي صلى الله عليه وآله!
من الأحاديث المتواترة عند المسلمين أن النبي صلى الله عليه وآله مدح عمار بن ياسر رحمه الله، وأخبر بأنه ستقتله الفئة الباغية، وروى بخاري: 1 / 122 قول النبي صلى الله عليه وآله: (ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار). وفي: 115، و: 3 / 207، عن أبي سعيد الخدري قال: (كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمر به النبي (ص) ومسح عن رأسه الغبار وقال: ويح عمار تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار). وقال العجلوني في كشف الخفاء: 2 / 346: (متفق عليه عن أبي سعيد، ولفظ البخاري: يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار).
وفي شرح الأخبار: 1 / 410: (فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله قد ملأ قلب عمار وسمعه وبصره إيمانا، لا يعرض عليه أمر حق إلا قبله، ولا أمر باطل إلا رده، تقتله الفئة الباغية، آخر زاده من الدنيا ضياح من لبن، وقاتلاه وسالباه في النار). انتهى.
وكان هذا الحديث مشهورا بين المسلمين، وكان عمرو بن العاص يرويه قبل صفين ويكرره، فطالبه ذو الكلاع أحد قادة جيش معاوية في صفين قائلا: هذا عمار مع علي عليه السلام! فأجابه بأنه سوف يترك عليا ويكون معنا! ثم أصر عليه وجمع بينه وبين عمار، وكانت بينهما مناظرة، أوردناها في المجلد الأول!
وعندما استشهد عمار رحمه الله أفحم معاوية فسارع إلى القول: نحن لم نقتله إنما قتله علي لأنه جاء به وألقاه بين سيوفنا! ففي مسند أحمد: 4 / 199: (فقام عمرو بن العاص فزعا يرجع حتى دخل على معاوية، فقال له معاوية: ما شأنك؟ قال: قتل عمار! فقال معاوية: قد قتل عمار فماذا؟ قال عمرو: سمعت رسول الله يقول: تقتله الفئة الباغية! فقال له معاوية: دحضت في بولك أو نحن قتلناه؟ إنما قتله