النوعية في قتلى معاوية أخطر من الكمية!
ما دام أحد قتلى معاوية الإمام الحسن عليه السلام، سبط النبي صلى الله عليه وآله وحبيبه، وسيد شباب أهل الجنة، فكل الدنيا لا تعدله!
وقد كان معاوية يرى أن وجود الإمام الحسن والحسين عليهما السلام على قيد الحياة يشكل تهديدا لخلافته، كما يشكل عقبة أمام أخذ البيعة بعده لابنه يزيد، فقد شرط على نفسه في عقد الصلح أن تكون الخلافة بعده للإمام الحسن عليه السلام! والأمة مهما خضعت لبني أمية بسبب كفاءته ودهائه، لا تعدل بابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسيدي شباب أهل الجنة عليهما السلام يزيدا أو أي شخص من بني أمية! فلا يؤمن إذن أن تحدث في المدينة أو الكوفة أو مصر حركة ضد بني أمية كما في زمن عثمان، ويهتف المسلمون باسم الحسنين كما هتفوا باسم أبيهما من قبل!
والخطر الثاني في رأي معاوية أبناء الخلفاء السابقين، الذين يطمحون للخلافة، وهم: عبد الرحمن بن أبي بكر وتسانده أخته عائشة، وعبد الله بن عمر وتسانده أخته حفصة، وسعيد بن عثمان، ويسانده آل العاص من بني أمية! وعبد الله بن الزبير وتسانده أيضا خالته عائشة. وقبل الجميع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد صاحب الشعبية القوية في الشام! فبدأ بهذا وقتلهم جميعا!
والخطر الثالث، من بقي من أعضاء الشورى، فهؤلاء برأيه عينهم عمر أعضاء في شورى شكلية لإرجاع الأمر إلى بني أمية، ففتح شهيتهم على الخلافة، وقد بقي منهم سعد بن أبي وقاص، فقتله بالسم بعد قتله الإمام الحسن عليه السلام بأيام!
إن كل واحد من هؤلاء مشكلة برأيه أمام حفظ الأمبراطورية الأموية! فلا بد من العمل والعلاج، و (لا جد إلا ما أقعص عنك من تكره)!