حجر! وكذلك فعل غيره، قالت روايته: (وما آمن أن تكون عقوبة من ربي، ولولا هواي في يزيد لأبصرت أمري. وذكر حديثا طويلا)!.
ورواها الذهبي في سيره: 3 / 156، وحذف منها كل ما يتعلق بيزيد! بينما ذكره أبو نعيم في حلية الأولياء: 9 / 154، وكذلك البلاذري في أنساب الأشراف / 1113، وفيه: (وقد ابتليت في أحسني، وخفت أن يكون عقوبة من ربي، لولا هواي في يزيد لأبصرت رشدي). وأورد أبو حيان في البصائر والذخائر / 7، في آخرها: (فقال مروان: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ فقال: كبرت سني، وكثر الدمع في عيني وخشيت أن تكون عقوبة من ربي، ولولا يزيد لأبصرت قصدي). (ونحوه الطبراني في الكبير: 19 / 306، وتاريخ دمشق: 59 / 215، ومجمع الزوائد: 9 / 355، وغيره).
وزعم الكذابون أن اللقوة داء الأنبياء عليهم السلام!
فمطلوبهم التخفيف عن معاوية حتى لو حرفوا مفاهيم الإسلام ومسوا بكرامة أنبياء الله عليهم السلام! لذلك اخترعوا حديثا يزعم أن اللقوة ليست عقوبة، بل مرض يبتلى به الأنبياء عليهم السلام! فلا غرابة إن ابتلي بها خليفة الله معاوية! ففي المستطرف: 2 / 564، وفي طبعة / 805: (عن عبد الرحمن (عبد الواحد) بن قيس عن النبي (ص) أنه قال: داء الأنبياء الفالج واللقوة)! (وربيع الأبرار / 849). وقد شكك فيه الثعالبي في ثمار القلوب / 43 والجاحظ في البرصان والعرجان / 105 لأن في رواته كلاما وقالوا إنه لا يعرف له سند إلا ما حدث به عباد بن كثير عن الحسن وذكوان عن عبد الواحد بن قيس (الدمشقي عن أبي هريرة) قال رسول الله: داء الأنبياء الفالج واللقوة)!
أقول: إن تشكيكهم في الحديث بعد قرون، لا ينفي أنه ولد بعد لقوة معاوية، وأدى دوره في الدفاع عنه ولو بالتنقيص من مقام الأنبياء عليهم السلام! والدليل على كذبه أنه لا مصداقية له، فلا يوجد نبي أصيب بالقوة، ولا ببلاء ينفر الناس منه!
* *