شخصية معاوية من القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله، وبعضها مكشوف لمن فكر قليلا وتأمل في مناسباتها المصطنعة. لكن بعضها يغش العوام الذين ربوهم على حب معاوية وسقوهم إياه مع حليبهم! وعبؤوهم ضد من يتبرأ منه ولا يتولاه، فهؤلاء المعبئين يحتاجون إلى جهاد أنفسهم في الله تعالى، حتى يعينهم على فهم هذا الشخص المنكوس والبراءة منه! (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
غيبوا شهادة علمائهم بأن كل أحاديث فضائل معاوية مكذوبة!
نحمد الله تعالى أنه وجد في علماء السنيين وأئمتهم من يشهد بأن جميع ما روي في فضائل معاوية مكذوب على النبي صلى الله عليه وآله! وقد تحمل النسائي لذلك!
قال ابن حجر في الفتح: 7 / 81: (وأخرج ابن الجوزي أيضا من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي ما تقول في علي ومعاوية؟ فأطرق، ثم قال: إعلم أن عليا كان كثير الأعداء، ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا، فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه، كيادا منهم لعلي! فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له! وقد ورد في فضائل معاوية أحاديث كثيرة، لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد. وبذلك جزم إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما).
أقول: كلام ابن حنبل هذا قبل أن ينشئ المتوكل (حزب أهل الحديث) ويجعله إماما لهم وينشر فيهم حب معاوية! ولا يتسع المجال لعرض مكذوباتهم في معاوية وكشف كذابيها وحيلهم، فذلك يحتاج إلى مجلدين كاملين!
وقد جمع الأميني رحمه الله منها في الغدير: 11 / 71، نحو أربعين فضيلة مكذوبة تحت عنوان: نظرة في مناقب ابن هند! وهذه خلاصتها بتصرف:
(قال الحاكم: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب بن يوسف يقول: سمعت