كما سجل المسعودي في مروج الذهب: 1 / 586، ردة فعل الصحابة المؤمنين على كفر أبي سفيان، قال: (وقد كان عمار حين بويع عثمان بلغه قول أبي سفيان صخر بن حرب في دار عثمان عقيب الوقت الذي بويع فيه عثمان ودخل داره ومعه بنو أمية فقال أبو سفيان: أفيكم أحد من غيركم.... ونمي هذا القول إلى المهاجرين والأنصار وغير ذلك الكلام، فقام عمار في المسجد فقال: يا معشر قريش، أما إذ صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وآله ها هنا مرة وها هنا مرة! فما أنا بآمن من أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم، كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله! وقام المقداد فقال: ما رأيت مثل ما أوذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم! فقال له عبد الرحمن بن عوف: وما أنت وذاك يا مقداد بن عمرو؟! فقال: إني والله لأحبهم لحب رسول الله صلى الله عليه وآله إياهم، وإن الحق معهم وفيهم، يا عبد الرحمن أعجب من قريش وإنما تطولهم على الناس بفضل أهل هذا البيت، قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله صلى الله عليه وآله بعده من أيديهم! أما ولأيم الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش أنصارا لقاتلتهم كقتالي إياهم مع النبي يوم بدر! وجرى بينهم من الكلام خطب طويل، قد أتينا على ذكره في كتابنا أخبار الزمان في أخبار الشورى والدار). انتهى.
إذا امتلأ القلب بالكفر فاض على اللسان!
تواترت الروايات في مصادر السنة والشيعة أن قلب أبي سفيان كان ممتلئا فكان يفقد السيطرة أحيانا فتخرج منه كلمات الكفر الخبيثة الكامنة في قلبه!
قال ابن عباس: (والله ما كان إلا منافقا! قال: ولقد كنا في محفل فيه أبو سفيان وقد كف بصره، وفينا علي عليه السلام، فأذن المؤذن فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله قال أبو سفيان: ها هنا من يحتشم؟ قال واحد من القوم: لا فقال: لله در