لماذا أمرنا النبي صلى الله عليه وآله بلعن بني أمية قاطبة؟
ثبت عندنا أنه صدر عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته المعصومين عليهم السلام لعن بني أمية قاطبة، فقد ورد في زيارة عاشوراء وغيرها، وأفتى به فقهاؤنا. ففي كامل الزيارات / 329، في زيارة الإمام الحسين عليه السلام: (يا أبا عبد الله إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة، فلعن الله آل زياد وآل مروان، ولعن الله بني أمية قاطبة، ولعن الله ابن مرجانة، ولعن الله عمر بن سعد، ولعن الله شمرا، ولعن الله أمة أسرجت وألجمت وتهيأت لقتالك).
وفي / 332: (اللهم خص أنت أول ظالم ظلم آل نبيك باللعن، ثم العن أعداء آل محمد من الأولين والآخرين، اللهم العن يزيد وأباه والعن عبيد الله بن زياد وآل مروان وبني أمية قاطبة إلى يوم القيامة). (ومصباح المتهجد / 774، ومزار الشهيد الأول / 180، ومزار ابن المشهدي / 481، ومصباح الكفعمي / 483).
وقال الكركي في رسائله: 2 / 227: (والحاصل أن بني أمية قاطبة ملعونون مطرودون، وبذلك وردت النصوص عن أهل البيت عليهم السلام. وقد ذكر المفسرون أن قوله تعالى: والشجرة الملعونة في القرآن.. المراد بها: شجرة بني أمية). انتهى.
وقد بحث فقهاؤنا هنا إشكالية أنه يوجد في بني أمية مؤمنون بشهادة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام، والمؤمن لا يجوز لعنه، فكيف يأمرنا النبي وآله صلى الله عليه وآله بتعميم اللعن لهم قاطبة؟! وقد تركز بحثهم في أصول الفقه على جواز التمسك بعموم النص في موارد الشك في المصداق، وهل يصح إثبات عدم إيمان من يشك في إيمانه من بني أمية بعموم نص لعنهم. قال صاحب كفاية الأصول / 223: (بل يمكن أن يقال: إن قضية عمومه للمشكوك، أنه ليس فردا لما علم بخروجه من حكمه