ليلة سوداء! فهذا يدل إما على كذب عبادة أو كذب معاوية! ولو كذبنا معاوية لكذبنا أصحاب صفين كالمغيرة عنه وغيره! وعلى أن معاوية لو كان كذابا لما ولاه عمر وعثمان على الناس)! انتهى.
أقول: فانظر إلى تحيز الفخر الرازي وجرأته! وحكمه بكذب عبادة بن الصامت الصحابي الجليل المجاهد نقيب بيعة العقبة! من أجل معاوية الطليق الملعون بن الملعون! إنهم يعرفون أن قضية عبادة وأجلاء الصحابة وأهل البيت عليهم السلام مع معاوية ليست تصديره للخمور فقط، بل تشمل كل شخصية معاوية!
وفي تاريخ دمشق: 26 / 199، أن عبادة خرج من المدينة حتى لا يشهد فتنة عثمان وأنه سكن في عسقلان، وكان حاضرا عندما استخلف معاوية فخطب في المدينة وجعل نفسه في مصاف الصحابة وأهل الجنة! (فقام عبادة بن الصامت فقال: أرأيت إن احترقت الجنة؟! قال إذا تخلص إليك النار! قال: من ذلك أفر. قال: فأمر به فأخذ، فأضرط بمعاوية (أي نفخ استهزاء به) ثم قال: ولأنت يا معاوية أصغر في عيني من أن أخافك في الله عز وجل)! وروى أنه عاد وأطلقه، وذكر له موقفا آخر مع معاوية في توزيع الغنائم في طرسوس.
أقول: كان كبار الصحابة يعترضون على معاوية فلا ينفع معه، فيشكونه إلى عمر، ومنهم أبو ذر وعبادة بن الصامت، وكان عمر يدافع عنه دائما ويداريهم إلى حد ما! أما عثمان فكان يتمسك بمعاوية ويعاقب الشاكي، حتى لو كان من كبار الصحابة، أما غير الصحابة فكان معاوية يعاقبهم، وقد تبلغ عقوبتهم القتل!
وكان معاوية شهوانيا خليعا!
قال ابن كثير المحب لمعاوية في النهاية: 8 / 149: (خديج الخصي مولى معاوية قال: اشترى معاوية جارية بيضاء جميلة، فأدخلتها عليه مجردة! وبيده قضيب، فجعل