جذور الفتنة من قابيل وهابيل.. إلى أمية وهاشم يظهر أن الصراع بين الخير والشر، يعبر عن نفسه بقانون انقسام في الأسر إلى أولاد خيرين وشريرين، وأنه قانون ثابت من عهد آدم عليه السلام إلى آخر هذه الدنيا!
وعندما تأكدت من وجود هذا القانون، وأنه شبيه بقانون (مندل) الوراثي، حاولت أن أدرسه في عوائل قريتنا بحكم معرفتي بجذور أكثرهم وفروعهم وسلوكهم، فوصلت إلى نتائج ظنية غير قطعية، لكن ظنية قواعد القانون لا تنافي قطعية وجوده، فقد ازددت يقينا بأنه موجود وفاعل في كل الأسر، وهو أمر ينفعنا في فهم الناس والمجتمع.
لذا عندما أجد شخصا شريرا لا دين له ولا ضمير، ولا رادع له عن ظلم أحد يتمكن من ظلمه، ولا عن حرام تصل اليه يده.. أبحث عن نقيضه الذي يقابله في الخير، فقد يكون أخاه، أو أبناء عمومته، القريبين، أو البعيدين!
فكأن (جينات) الخير تسير في حركة تجمع وانقسام، في الأبوين والأولاد، فتظهر موزعة أو متمركزة في شخص أو أسرة! و (جينات) الشر كذلك.
وهذا لا يعني الإجبار، ولا يتنافى مع حرية اختيار الإنسان والشعوب.
وبنو هاشم وأمية حالة لتراكم الخير والشر بعد انقسامهما في أبناء إسماعيل عليه السلام وهي فرع من حالة الانقسام الكبير للخير والشر في ذرية إبراهيم عليه السلام.
وهذا هو السر في أن تاريخ العالم من يوم دخل فيه أبناء إبراهيم عليه السلام لم يهدأ من الصراع بين هذين الفرعين الخير والشرير من ذريتهم.
وحتى في عصرنا الحاضر فإن الوضع السياسي والفكري في العالم، إنما هو