وقال سعيد أيوب في معالم الفتن: 1 / 206: (ورجل يرى أنه أحق بهذا الأمر من غيره. ومن العجيب أنهم يقولون إن الرسول ترك الأمر هكذا في الرياح! كيف وهو كان يخاف أن يأتي من يرى أن أحق بهذا الأمر من غيره؟ هل يترك القرآن ليلعب به الناس؟ هل يترك الأمر حتى يناله سفهاء قريش، ويتسموا بأمراء المؤمنين وهم في بطون أمهاتهم؟ كيف وهو الذي بلغ الرسالة ونصح الأمة، وتركها على المحجة البيضاء، نهارها وليلها سواء. وإذا كان الأمر هكذا، فكيف يترك النبي صلى الله عليه وآله هؤلاء يزحفون إلى النار وهو المبعوث رحمة للعالمين! لا بد أن يقيم عليهم الحجة أولا، ثم ليزحفوا وقتما شاؤوا، ويوم القيامة لا يفيد الندم ولا يكون لهم على الله حجة! وهذه الحقيقة ترى في حديث أبي هريرة، قال قال النبي صلى الله عليه وآله: يوشك رجل أن يتمنى أنه خر من الثرايا ولم يل من أمر الناس شيئا)! (كنز العمال: 17 / 6، وقال: رواه الحاكم وأقره الذهبي).
5 - من أجل لقب " خليفة الله " اخترع الجبرية وألبسها ثوبا دينيا؟
قال في مقدمة التحفة العسجدية للإمام الزيدي يحيى بن الحسين / 2: (وبعد: فإن شبهة الجبر وهو القول: بأن الله يجبر عباده على فعل المعاصي، شبهة قديمة، أول من قال بها إبليس لعنه الله، قال تعالى حاكيا عنه: قال رب بما أغويتني.. فأضاف الاغواء إلى الله تعالى، ثم تبعه في هذه الشبهة المشركون والكفار، قال تعالى حاكيا عنهم: وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون. قال الحسن البصري: إن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله إلى العرب وهم قدرية مجبرة يحملون ذنوبهم على الله! ذكره في الكشاف (: 2 / 75). ثم جدد هذه الشبهة معاوية، فانتشرت وعمت أكثر المسلمين، إلا من عصم الله وهم (العدلية) فقد روي أنه قال أي معاوية في بعض