وأعطى سهيل بن عمرو مائة بعير، وأعطى حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس مائة بعير). (تاريخ الطبري: 2 / 358، ونحوه ابن هشام: 4 / 929، وتاريخ اليعقوبي).
ولعل تأثير ذلك على أبي سفيان أنه صار بعدها يخفي أزلامه وتماثيل أصنامه فلا يظهرها مراعاة للمسلمين! وسيأتي ما يرد إضافة معاوية إلى أبيه في العطاء!
شخصية أبي سفيان مسكونة بالمادية!
أبو سفيان كزملائه أئمة المشركين، قرر أن لا يؤمن بالنبي صلى الله عليه وآله مهما رأى من معجزاته، لأن شخصيته مسكونة بالمادية والجاهلية القرشية! فقد رأى دعاء النبي صلى الله عليه وآله على قريش: (اللهم اشدد وطأتك على مضر، وابعث عليهم سنين كسني يوسف، فتتابعت عليهم الجدوبة والقحط سبع سنين حتى أكلوا القد والعظام والعلهز). (تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة / 233) فجاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وآله وطلب منه أن يدعو الله أن يرفع عنهم الجدب! قال: (يا محمد ننشدك الله والرحم لقد أكلنا العلهز يعني الوبر بالدم، فأنزل الله تعالى: ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون! (أسباب النزول للواحدي / 211، والحاكم: 2 / 394 وابن حبان: 3 / 247). (جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد جئت بصلة الرحم وقومك قد هلكوا جوعا فادع الله لهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله لهم فكشف عنهم! يقول الله عز وجل: إنا كاشف العذاب قليلا إنكم عائدون). (الصحيح من السيرة: 3 / 277). ومع ذلك لم يؤمن أبو سفيان وواصل كفره وعدائه للإسلام ونبيه صلى الله عليه وآله!
* * ثم بعد أن أسلم تحت السيف في فتح مكة، ودخل النبي صلى الله عليه وآله وأمر بلالا وقت الظهر أن يصعد على سطح الكعبة ويطلق الأذان، فتنغص عيش أبي سفيان ورفقاؤه الذين (أسلموا)! (فقال خالد بن أسيد: الحمد لله الذي أكرم أبي فلم