أخذ القود من قتلة عثمان على البيعة، ورأى نفسه أحق بطلب دم عثمان والكلام فيه من ولد عثمان وولد الحكم ابن أبي العاص، لسنه ولقوته على الطلب بذلك).
فالنتيجة: أن القود للحاكم وعماله من أوجب الواجبات، ويصح من أجله الخروج على الدولة الشرعية وسفك دماء مئات الألوف، لكن القود من عامة المسلمين حرام، لأنه تضعيف للدولة وجهازها الإداري!
17 - تصريحات لمعاوية تكشف عن إفراطه في الغرور!
1 - زعم أنه خليفة الله في أرضه، كما تقدم.
2 - وزعم أنه لو وزن بالدنيا كلها لرجح عليها! ففي تاريخ دمشق: 59 / 219: (لما اشتكى معاوية شكاته التي هلك فيها أرسل إلى أناس من بني أمية فخص ولم يعم فقال: يا بني أمية إنه لما قرب ما لم يكن بعيدا، وخفت أن يسبقكم الموت إلي، سبقته بالموعظة إليكم، لا لأرد قهرا ولكن لأبلغ عذرا. لو وزنت بالدنيا لرجحت بها ولكني وزنت بالآخرة فرجحت بي! إن الذي أخلف لكم من الدنيا أمر ستشاركون فيه أو تغلبون عليه! والذي أخلف عليكم من رأي أمر مقصور عليكم نفعه إن فعلتموه، مخوف عليكم ضرره إن ضيعتموه، فاجعلوا مكافأتي قبول وصيتي! إن قريشا شاركتكم في نسبكم وبنتم منها بفعالكم فقدمكم ما تقدمتم فيه، إذ أخر غيركم ما تأخروا له، وبالله لقد جهر لي فعلمت، ونغم لي ففهمت، حتى كأني أنظر إلى أبنائكم بعدكم نظري إلى آبائهم قبلهم!
إن دولتكم ستطول، وكل طويل مملول، وكل مملول مخذول، فإذا انقضت مدتكم كان أول تجادلكم فيما بينكم، واجتماع المختلفين عليكم، فيدبر الأمر بضد الحسن الذي أقبل به، فلست أذكر عظيما نركب منه ولا حرمة تنتهك إلا والذي أكف عن ذكره أعظم.. الخ). (وأنساب الأشراف / 1111، والجليس الصالح / 414)