ج - أراد أن يثبت لأهل المدينة أنه يعتقد بالنبي صلى الله عليه وآله وليس كما يقولون!
في صحيح بخاري: 1 / 98 و: 7 / 41: (عن عائشة أن النبي (ص) صلى في خميصة لها أعلام (ثوب صيفي فيه خطوط ملونة) فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال: إذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وائتوني بأنبجانية أبي جهم، فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي). (والأنبجانية: ثوب منسوب إلى موضع اسمه إنبجان، وهو ثوب شتوي من الصوف غير ملون له خمل - راجع تاج العروس، والفائق / 205، والتمهيد: 22 / 314).
وفي تاريخ دمشق: 59 / 153: (قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة فأرسل إلى عائشة أن أرسلي إلي بأنبجانية رسول الله (ص) وشعره. فأرسلت به معي أحمله حتى دخلت به عليه، فأخذ الأنبجانية فلبسها، وأخذ شعره، فدعا بماء فغسله فشربه وأفاض على جلده). (والنهاية: 8 / 140، وسير النبلاء: 3 / 148، وسمت النجوم / 900).
د - وزعموا أنه مات على الإيمان وأن النبي صلى الله عليه وآله أعطاه قميصا لكفنه!
في تاريخ الطبري: 4 / 241: (أن معاوية قال في مرضه الذي مات فيه: إن رسول الله كساني قميصا فرفعته، وقلم أظفاره يوما فأخذت قلامته فجعلتها في قارورة، فإذا مت فألبسوني ذلك القميص، وقطعوا تلك القلامة واسحقوها وذروها في عيني وفي في، فعسى الله أن يرحمني ببركتها). (وكامل ابن الأثير: 3 / 369، ونحوه في فتوح ابن الأعثم: 4 / 351، ونهاية ابن كثير: 8 / 151، والتعازي والمراثي للمبرد / 102).
أقول: لا يوجد في كلام معاوية ولا عمله ما يدل على اعتقاده بالنبي صلى الله عليه وآله والتبرك بآثاره، وأنه يأمل بشفاعته وبركته! فلابد أن تكون هذه الرواية موضوعة بعد موته! خاصة مع وجود رواية أنه مات وفي عنقه الصليب ليسكن وجعه!
* *