أمية مالوا مع بني عمهم بني هاشم، فالجميع أبناء عبد مناف!
لذلك اختاروا سهيل بن عمر السهمي الجمحي رجل المفاوضات الصلب مع محمد في الحديبية، زعيما عاما بدل أبي سفيان، وجعلوا عناج أمر قريش اليه فتحول أسيد بن عتاب الأموي حاكم مكة من قبل النبي صلى الله عليه وآله إلى حاكم شكلي وصار الحاكم الفعلي سهيل بن عمرو، الذي ذهب إلى المدينة ليفاوض محمدا صلى الله عليه وآله باسم قريش! فهددهم النبي صلى الله عليه وآله! (راجع آيات الغدير).
* * وبعد أن خلعت قريش أبا سفيان لم تنسد الطرق أمامه، فذهب إلى المدينة يلتمس من النبي صلى الله عليه وآله مناصب له ولبنيه! فجعله النبي صلى الله عليه وآله واليا على جمع الزكوات (ما بين رمع وزبيد إلى حد نجران). (تاريخ الطبري: 2 / 532). وفي أنساب الأشراف: 431: (وقوم يقولون: إن النبي ولى أبا سفيان صدقات خولان وبجيلة، واستعمل يزيد بن أبي سفيان على نجران). انتهى.
أبو سفيان يقف مع العترة النبوية ضد أبي بكر وعمر!
كان أبو سفيان يتصور أن نظام الإسلام سيستمر بعد النبي صلى الله عليه وآله بقيادة عترته عليهم السلام وأنهم سيتبعون سياسة النبي صلى الله عليه وآله فيحافظون على بني أمية لقرابتهم منهم، فيبقون بيدهم حكم مكة ويعطونهم مناصب أخرى!
ولم يطلعه سهيل بن عمر وزعماء قريش على خطتهم في عزل عترة النبي صلى الله عليه وآله وأخذ الحكم بعده صلى الله عليه وآله! لذلك كانت ردة فعل أبي سفيان عنيفة عندما دخل المدينة يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله وتفاجأ بالسقيفة وخلافة أبي بكر!
(جاء إلى باب رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي والعباس متوفران على النظر في أمره فنادى:
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم * ولا سيما تيم بن مرة أو عدي