وأصيب معاوية بالزمهريرة والبردية فعجزوا عن تدفئته!
قال ابن كثير في النهاية: 8 / 150: (وذكروا أنه في آخر عمره اشتد به البرد فكان إذا لبس أو تغطي بشئ ثقيل يغمه، فاتخذ له ثوبا من حواصل الطير، ثم ثقل عليه بعد ذلك فقال: تبا لك من دار، ملكتك أربعين سنة، عشرين أميرا، وعشرين خليفة، ثم هذا حالي فيك، ومصيري منك، تبا للدنيا ولمحبيها)!
وخرجت في ظهره قرحة عميقة واسترخى لحمه!
في تاريخ دمشق: 59 / 220: (لما كبر معاوية خرجت به قرحة في ظهره، فكان إذا لبس دثارا ثقيلا والشام أرض باردة، أثقله ذلك وغمه! فقال: اصنعوا لي دثارا خفيفا دفيئا من هذه السخال، فصنع له فلما ألقي عليه تسار إليه ساعة ثم غمه، فقال: جافوه عني، ثم لبسه ثم غمه فألقاه، ففعل ذلك مرارا)!
وكانت قرحته عميقة، ففي تاريخ الطبري: 4 / 245، والطبقات: 4 / 112، وسير الذهبي: 2 / 401: (عن أبي بردة قال دخلت على معاوية بن أبي سفيان حين أصابته قرحة فقال: هلم يا بن أخي تحول فانظر! قال: فتحولت فنظرت فإذا هي قد سبرت يعني قرحته، فقلت ليس عليك بأس يا أمير المؤمنين)! انتهى.
ومعنى سبرت، صارت ذات قعر تحتاج إلى معرفة عمقها بالمسبار. (سبر الجرح بالمسبار: قاس مقدار قعره بالحديدة أو بغيرها). (أساس البلاغة / 626).
وفي تاريخ دمشق: 59 / 217 و 222 و 225: (قعد في علية له متفضلا بملاءة له حمراء، ثم نظر إلى عضديه قد استرخى لحمها، فأنشأ يقول:
حكى حارث الجولان من فقد ربه * وحوران منه موحش متماثل قال معاوية وهو يقلب في مرضه وقد صار كأنه سعفة محترقة: أي شيخ يقلبون!