10 - وقتل معاوية من لم يشهد له بإمرة المؤمنين!
لو أن علماءهم الذين أفتوا بأن معاوية ملك وليس أمير المؤمنين، كانوا في زمن معاوية، لكان نصيبهم أن يتعتعهم معاوية ويدفعهم في أقفيتهم، كما فعل مع الصحابي أبي بكرة ووفده، أو يقطع رقابهم كما فعل مع معين بن عبد الله!
ففي مسند الطيالسي / 116: (وفدنا إلى معاوية مع زياد ومعنا أبو بكرة (أخ زياد بن أبيه) فدخلنا عليه فقال له معاوية: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله عسى الله أن ينفعنا به قال: نعم، كان نبي الله يعجبه الرؤيا الصالحة ويسأل عنها فقال ذات يوم: أيكم رأى رؤيا؟ فقال رجل: أنا يا رسول الله إني رأيت رؤيا رأيت كأن ميزانا دلي من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت بأبي بكر، ثم وزن أبو بكر بعمر فرجح أبو بكر بعمر، ثم وزن عمر بعثمان فرجح عمر بعثمان ثم رفع الميزان! فاستاء لها رسول الله ثم قال: خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء! فغضب معاوية فزخ في أقفائنا وأخرجنا. فقال زياد لأبي بكرة: أما وجدت من حديث رسول الله حديثا تحدثه غير هذا؟! قال: والله لا أحدثه إلا به حتى أفارقه! قال: فلم يزل زياد يطلب الإذن حتى أذن لنا فأدخلنا فقال معاوية: يا أبا بكرة حدثنا بحديث عن رسول الله لعل الله أن ينفعنا! به قال: فحدثه أيضا بمثل حديثه الأول قال له معاوية: لا أبا لك تخبرنا أنا ملوك، فقد رضينا أن نكون ملوكا)! (ورواه في مسند أحمد: 5 / 50، وتاريخ دمشق: 36 / 8،, وإمتاع الأسماع: 14 / 207). وقال ابن قتيبة في غريب الحديث: 1 / 371: (وأصل الزخ الدفع يقال: زخ في قفا فلان حتى أخرج من الباب... ومنه حديث أبي بكرة حين حدث معه معاوية بقول رسول الله (ص) خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء، قال: فزخ في أقفائنا). انتهى.
وقد كان حظ أبي بكرة وجماعته جيدا لأن معاوية لم يقتلهم! أما معين بن