بيته! فأعطى لمشروع تسقيطه الأولوية على كل مشاريع الأمبراطورية الأموية، وكان يسميه أبا تراب، ويصفه بأقذع الأوصاف!
وقد تسأل: وهل معنى هذا أن معاوية كان يخطط معا لإسقاط شخصية النبي صلى الله عليه وآله وضرب الإسلام؟!
الجواب: لماذا لا؟ ألم تسمعه وأبا سفيان صرحا برفضهما للأذان لأن النبي صلى الله عليه وآله بزعمهما وضع اسمه مع اسم الله تعالى! فقال أبوه: أنظروا إلى أخي بني هاشم أين وضع اسمه! وقال معاوية: وهل يبقى لأحد مع هذا ذكر، لا والله إلا دفنا دفنا!
وهل يكون الدفن إلا بدفن علي أولا؟!
قد تقول: معنى هذا أننا نتهم معاوية في عقله لأنه لا يمكنه دفن ذكر النبي صلى الله عليه وآله الذي يقوم ملك معاوية على اسمه ودينه!
والجواب: ولماذا تبرئ معاوية من التصورات الخيالية والعمل لها؟! أنظر إلى تصوراته الخيالية عن ولده يزيد ووصيته له لتعرف أنه كان يفكر في الفراغ، فالذي يتعب نفسه أربعين سنة في تأسيس إمبراطورية ويسفك لأجلها دماء عشرات الألوف، ثم يسلمها إلى ولد أهوج كيزيد فيقضي على ذكر آل أبي سفيان في سنتين ويمسح بهم الأرض! إنما يعيش في خيال العظمة الكاذب، ويتصور أن بإمكانه أن يرفع شخصية أبي سفيان وشخصيته إلى الأسرة المختارة لخلافة الله في أرضه، وأن ينقص من شخصية محمد وبني هاشم، حتى ينساهم الناس ويصير القرآن نازلا على معاوية!
أليس هو كاتب الوحي وأمين الله عليه، وكان محمد لا يقرأ ولا يكتب؟!
اختار معاوية اللعن بالذات لأنه سلاح ديني!
اللعن سلاح ديني، استعمله الله تعالى ضد إبليس وأتباعه منذ أهبط آدم عليه السلام