أقدامهم وظنوا أن المسلمين يبلغون عشرة آلاف، وأنهم لا قبل لهم بحربهم، فأرسلوا شخصا إلى الأشتر فأجابهم الأشتر إلى الصلح، وتقرر أن يدفعوا خمسة آلاف دينار نقدا، وعلى كل رجل أربعة دنانير جزية، ورضي حاكم البلد بهذا الصلح وفتحوا الأبواب ودخلها المسلمون صباح يوم الجمعة، فطافوا فيها ساعة ثم خرجوا، وأقاموا على بوابة البلدة).
مالك الأشتر بطل معركة اليرموك عندما بدأ الروم يحشدون جيوشهم لاسترجاع ما فتحه المسلمون من بلاد الشام كان مالك في العراق، فحشدوا نحو مئة ألف مقاتل، وكان عدد المسلمين مقابلهم أقل من ثلاثين ألفا. ففي تاريخ دمشق: 2 / 143: (أن المسلمين كانوا أربعة وعشرين ألفا وعليهم أبو عبيدة بن الجراح، والروم عشرون ومائة ألف عليهم ماهان وسقلان يوم اليرموك). وفي فتوح ابن الأعثم: 1 / 173: (ثم جعل ماهان أميرا على جميع أجناده، وأمر الوزراء والبطارقة والأساقفة أن لا يقطعوا أمرا دونه).
ومن النصوص التي تحدد تاريخ معركة اليرموك، ما رواه في تاريخ دمشق: 2 / 162 قال: (ثم بلغ ذلك هرقل فكتب إلى بطارقته أن اجتمعوا لهم وانزلوا بالروم منزلا واسع العطن واسع المطرد، ضيق المهرب... فنزلوا الواقوصة على ضفة اليرموك، وصار الوادي خندقا لهم وهو لهب لا يدرك، وإنما أراد باهان وأصحابه أن يستفيق الروم... ومخرجهم صفر سنة ثلاث عشرة وشهري ربيع لا يقدرون من الروم على شئ، ولا يخلصون إليهم واللهب وهو الواقوصة من ورائهم، والخندق من ورائهم، ولا يخرجون خرجة إلا أديل المسلمون منهم... وقد استمدوا أبا بكر وأعلموه الشأن في صفر، فكتب إلى خالد ليلحق بهم وأمره أن يخلف على العراق المثنى، فوافاهم في ربيع). انتهى.