هل نجحت خطة معاوية في اللعن أم خطة النبي صلى الله عليه وآله؟
قال المفيد رحمه الله في الإرشاد: 1 / 309: (ومن آياته عليه السلام وبيناته التي انفرد بها ممن عداه، ظهور مناقبه في الخاصة والعامة، وتسخير الجمهور لنقل فضائله وما خصه الله به من كرائمه، وتسليم العدو من ذلك بما فيه الحجة عليه، هذا مع كثرة المنحرفين عنه والأعداء له، وتوفر أسباب دواعيهم إلى كتمان فضله وجحد حقه، وكون الدنيا في يد خصومه وانحرافها عن أوليائه، وما اتفق لأضداده من سلطان الدنيا، وحمل الجمهور على إطفاء نوره ودحض أمره، فخرق الله العادة بنشر فضائله، وظهور مناقبه، وتسخير الكل للاعتراف بذلك والاقرار بصحته، واندحاض ما احتال به أعداؤه في كتمان مناقبه وجحد حقوقه، حتى تمت الحجة له وظهر البرهان لحقه. ولما كانت العادة جارية بخلاف ما ذكرناه فيمن اتفق له من أسباب خمول أمره ما اتفق لأمير المؤمنين عليه السلام فانخرقت العادة فيه، دل ذلك على بينونته من الكافة بباهر الآية على ما وصفناه. وقد شاع الخبر واستفاض عن الشعبي أنه كان يقول: لقد كنت أسمع خطباء بني أمية يسبون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على منابرهم، فكأنما يشال بضبعه إلى السماء، وكنت أسمعهم يمدحون أسلافهم على منابرهم فكأنما يكشفون عن جيفة! وقال الوليد بن عبد الملك لبنيه يوما: يا بني عليكم بالدين فإني لم أر الدين بنى شيئا فهدمته الدنيا، ورأيت الدنيا قد بنت بنيانا هدمه الدين. ما زلت أسمع أصحابنا وأهلنا يسبون علي بن أبي طالب ويدفنون فضائله، ويحملون الناس على شنآنه، فلا يزيده ذلك من القلوب إلا قربا! ويجتهدون في تقريبهم من نفوس الخلق فلا يزيدهم ذلك إلا بعدا! وفيما انتهى إليه الأمر في دفن