دعوا الله ليصرفه عنهم، وإن سألوا حاجة تشفعوا إلى الله وسألوه قضاها.
وما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين، فإن تكلموا تكلم الشيطان بنحو كلامهم، وإذا ضحكوا ضحكوا معهم، وإذا نالوا من أولياء الله نالوا معهم! فمن ابتلي من المؤمنين بهم، فإذا خاضوا في ذلك فليقم ولا يكن شرك شيطان ولا جليسه، فإن غضب الله عز وجل لا يقوم له شئ، ولعنته لا يردها شئ، ثم قال صلوات الله عليه: فإن لم يستطع فلينكر ولو بقلبه وليقم، ولو حلب شاة أو فواق ناقة). انتهى.
بل ورد أن اللعنة قد تسري إلى البطن السابع من الذرية، فعن الإمام الرضا عليه السلام قال: (أوحى الله عز وجل إلى نبي من الأنبياء عليهم السلام: إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية. وإذا عصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت ولعنتي تبلغ السابع من الورى)! (الكافي: 2 / 275).
بل قد تسري في ذرية الملعون إلى يوم القيامة، فقد قال الإمام الباقر عليه السلام لسدير عندما اقترح عليه امرأة ليتزوجها فقال عليه السلام: (يا سدير، إن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن قوما فجرت اللعنة في أعقابهم إلى يوم القيامة، وأنا أكره أن يصيب جسدي جسد أحد من أهل النار). (الكافي: 5 / 569).
المفهوم القرشي للعن كالمفهوم اليهودي!
1 - نجد في ثقافة اليهود والنصارى أن الله سبحانه لعن قابيل لقتله هابيل: (1. فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك). (العهد القديم / 8) وهذا يشبه ما في القرآن، ولا يتناقض معه.
2 - ونجد لعنة نوح عليه السلام لحام وذريته وتبريكه لسام! فقد اتهمت توراتهم نوحا عليه السلام بأنه شرب خمرا! ونام فانكشفت عورته فلم يسترها كنعان، فلعنه