يسمع بهذا اليوم! وكان أسيد مات قبل الفتح بيوم! وقال الحارث بن هشام: وا ثكلاه ليتني مت قبل أن أسمع بلالا ينهق فوق الكعبة! وقال الحكم بن أبي العاص: هذا والله الحدث الجلل أن يصبح عبد بني جمح ينهق على بنية (بناء الكعبة) أبي طلحة! وقال سهيل بن عمرو: إن كان هذا سخطا لله فسيغيره الله! وقال أبو سفيان بن حرب: أما أنا فلا أقول شيئا، لو قلت شيئا لأخبرته هذه الحصاة! فأتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره خبرهم فأقبل حتى وقف عليهم فقال: أما أنت يا فلان فقلت كذا، وأما أنت يا فلان فقلت كذا، وأما أنت يا فلان فقلت كذا، فقال أبو سفيان: أما أنا يا رسول الله فما قلت شيئا فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله)! (أخبار مكة للأزرقي: 1 / 142). وفي تاريخ أبي الفداء: 1 / 181: (فقالت بنت أبي جهل: لقد أكرم الله أبي حين لم يشهد نهيق بلال فوق الكعبة)!
وفي أسباب النزول للواحدي / 264: (وقال أبو سفيان: إني لا أقول شيئا أخاف أن يخبر به رب السماء). انتهى. فأبو سفيان يشهد بأن النبي صلى الله عليه وآله يأتيه خبر الغيب ومع ذلك لم يؤمن! لأن ماديته وزملاءه متأصلة كمادية اليهود من أبناء يعقوب وقد قرروا أن لا يؤمنوا بنبوة ابن عبد الله الهاشمي مهما كانت المعجزات!
عزل قريش أبا سفيان من قيادتها!
طيلة حرب قريش مع النبي صلى الله عليه وآله كان عناج أمرها أي قيادتها العامة لأبي سفيان صخر بن حرب، وكان عتبة بن ربيعة شريكه في القيادة حتى قتل في بدر فتفرد أبو سفيان بقيادتها، لكن تصرفه في فتح مكة لم يعجب زعماء قريش، لأنه برأيهم سارع إلى إعلان استسلام قريش وإلقائها السلاح، ولم يفاوض محمدا بقوة، ولم ينتزع لقريش منه امتيازات كما فعل سهيل بن عمرو في الحديبية!
وعندما عين النبي صلى الله عليه وآله حاكما أمويا لمكة مع مساعد أنصاري، اعتبروا أن بني