ثم ذكر أن عاصما هذا صاحب مسند في الطبراني الكبير.
أقول: يتعجب المرء من هؤلاء العلماء كيف يتشبثون بمعاوية الملعون على لسان نبيهم صلى الله عليه وآله بعد أن صح عندهم هذا الحديث؟!
ألا يرون أن النبي صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى، قد تعمد أن يجبه إمامهم معاوية وأباه باللعن! وقلما يجبه أحدا. وتعمد أن يذكره بهذه السخرية التي لم يستعملها لأحد، فجمع العجيزة عمدا على غير العادة، ليكون كلامه ملفتا ويبقى في الأذهان، وتستوعبه القلوب من لهم قلوب!
وكان معاوية يشرب الخمر ويقدمها لضيوفه الصحابة!
في مسند أحمد: 5 / 347: (عن عبد الله بن بريدة قال: دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش، ثم أتينا بالطعام فأكلنا، ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية، ثم ناول أبي فقال: ما شربته منذ حرمه رسول الله). (ورواه في تاريخ دمشق (27 / 127).
وقال السقاف في موقع التنزيه: وحسنه شعيب الأرنأوط في تعليق له على سير أعلام النبلاء (5 / 52)، وقال: ناقشت بعض المتمسلفين في أمر معاوية ذات يوم وأوردت له هذا الحديث فقال: أكمل الحديث؛ إن معاوية كان يشرب اللبن وأنت جعلته خمرا! فقلت له: وهل اللبن مما حرمه رسول الله (ص) حتى يقول بريدة: ما شربته منذ حرمه رسول الله (ص)؟! فقال لي مغالطا: إن بريدة ظنه خمر وهو ليس بخمر إنما هو لبن! فقلت له: كل هذه ظنون وخيالات، وإلا لما قال (فأتي بالشراب)! ولما قال: (ما شربته منذ حرمه رسول الله)!! انتهى.
أقول: ومن تغطية الهيثمي على معاوية أنه جعل الحديث تحت عنوان: (باب ما جاء في اللبن! وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وفي كلام معاوية شئ تركته). فجعل الخمر لبنا وترك شيئا من كلام معاوية (يتعلق باللبن طبعا)! (مجمع الزوائد: 5 / 42).