والتجهيل الأموي، ويفتحوا عقولهم على الإسلام كما أنزل!
وقد وصف الطبري في: 3 / 365، آخر مناقشة لهم مع معاوية: (فوثبوا عليه فأخذوا برأسه ولحيته! فقال: مه إن هذه ليست بأرض الكوفة، والله لو رأى أهل الشأم ما صنعتم بي وأنا إمامهم، ما ملكت أن أنهاهم عنكم حتى يقتلوكم، فلعمري إن صنيعكم ليشبه بعضه بعضا! ثم قام من عندهم فقال: والله لا أدخل عليكم مدخلا ما بقيت! ثم كتب إلى عثمان: لعبد الله عثمان أمير المؤمنين من معاوية بن أبي سفيان، أما بعد يا أمير المؤمنين فإنك بعثت إلي أقواما يتكلمون بألسنة الشياطين وما يملون عليهم، ويأتون الناس زعموا من قبل القرآن، فيشبهون على الناس! وليس كل الناس يعلم ما يريدون، وإنما يريدون فرقة ويقربون فتنة! قد أثقلهم الإسلام وأضجرهم وتمكنت رقى الشيطان من قلوبهم! فقد أفسدوا كثيرا من الناس ممن كانوا بين ظهرانيهم من أهل الكوفة، ولست آمن إن أقاموا وسط أهل الشأم أن يغروهم بسحرهم وفجورهم، فارددهم إلى مصرهم، فلتكن دراهم في مصرهم الذي نجم فيه نفاقهم، والسلام.
فكتب إليه عثمان يأمره أن يردهم إلى سعيد بن العاص بالكوفة فردهم إليه، فلم يكونوا إلا أطلق ألسنة منهم حين رجعوا! وكتب سعيد إلى عثمان يضج منهم فكتب عثمان إلى سعيد أن سيرهم إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وكان أميرا على حمص، وكتب إلى الأشتر وأصحابه: أما بعد، فإني قد سيرتكم إلى حمص، فإذا أتاكم كتابي هذا فأخرجوا إليها، فإنكم لستم تألون الإسلام وأهله شرا، والسلام. فلما قرأ الأشتر الكتاب قال: اللهم أسوأنا نظرا للرعية، وأعملنا فيهم بالمعصية فعجل له النقمة! فكتب بذلك سعيد إلى عثمان، وسار الأشتر وأصحابه إلى حمص، فأنزلهم عبد الرحمن بن خالد الساحل).