أقدر عليه! قال: أسألك أن ترد علي شبابي! قال: ليس ذاك بيدي ولا أقدر عليه! قال: لا أرى بيديك شيئا من أمر الدنيا ولا من أمر الآخرة! قال فردني حيث جئت. قال: أما هذا فنعم! ثم أقبل معاوية على أصحابه فقال: لقد أصبح هذا زاهدا فيما أنتم فيه راغبون. كذا جاء اسمه والله أعلم هل هو اسمه الذي سمي به أو هو اسم سمى به نفسه عند طول عمره). (وكنز الفوائد / 260). والمرجح أن هذا المعمر سمى نفسه (أمد بن أبد) وأنه صادق ومن أولياء الله تعالى.
8 - معاوية يجعل دوره في الوحي أساسيا كدور النبي صلى الله عليه وآله!
وهذا هو هدف معاوية النهائي من رفعه شعار (كاتب الوحي)! فقد صور لأهل الشام أن الله اختاره كاتبا للوحي شريكا للنبي صلى الله عليه وآله وأمينا على وحيه! فالنبي صلى الله عليه وآله كان لا يقرأ ولا يكتب، فلابد له من وزير أمين من أهل بيته يكتب الوحي فاختار الله معاوية وزيرا! ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله يعلم ما يكتبه معاوية، فكان هو الأمين على الوحي الذي وصل من الله تعالى بواسطته إلى الناس!
قال الواقدي: (إن معاوية لما عاد من العراق إلى الشام بعد بيعة الحسن واجتماع الناس إليه، خطب فقال: أيها الناس، إن رسول الله قال لي: إنك ستلي الخلافة من بعدي، فاختر الأرض المقدسة فإن فيها الأبدال! وقد اخترتكم فالعنوا أبا تراب. فلعنوه! فلما كان من الغد كتب كتابا ثم جمعهم فقرأه عليهم وفيه: هذا كتاب كتبه أمير المؤمنين معاوية، صاحب وحي الله الذي بعث محمدا نبيا وكان أميا لا يقرأ ولا يكتب، فاصطفى له من أهله! وزيرا كاتبا أمينا، فكان الوحي ينزل على محمد وأنا أكتبه، وهو لا يعلم ما أكتب، فلم يكن بيني وبين الله أحد من خلقه! فقال له الحاضرون كلهم: صدقت يا أمير المؤمنين)! (شرح