6 - تزويره رسالة من قيس بن سعد!
تقدم أن قيس بن سعد بن عبادة كان قائد اثني عشر ألفا من جند الإمام الحسن عليه السلام وكان موقفه صلبا ضد معاوية، وقد تواصلت مراسلات معاوية له واشتد الكلم بينهما فكتب اليه قيس: (فإنما أنت وثن ابن وثن، دخلت في الإسلام كرها وأقمت فيه فرقا، وخرجت منه طوعا، ولم يجعل الله لك فيه نصيبا، لم يقدم إسلامك، ولم يحدث نفاقك، ولم تزل حربا لله ولرسوله، وحزبا من أحزاب المشركين، وعدوا لله ولنبيه وللمؤمنين من عباده. وذكرت أبي، فلعمري ما أوتر إلا قوسه، ولا رمى إلا غرضه، فشغب عليه من لا يشق غباره، ولا يبلغ كعبه! وزعمت أني يهودي ابن يهودي، وقد علمت وعلم الناس أني وأبي أعداء الدين الذي خرجت منه، وأنصار الدين الذي دخلت فيه وصرت إليه). (شرح النهج: 16 / 33 ومقاتل الطالبيين / 41، وأنساب الأشراف / 738، والخرائج: 2 / 574: وغيرها).
فزور معاوية رسالة من قيس غش بها أهل الشام، وصفها الثقفي في الغارات فقال: 1 / 217: (لما أتى معاوية كتاب قيس بن سعد أيس منه وثقل مكانه عليه، وكان أن يكون بالمكان الذي هو به غيره أعجب إليه، واشتد على معاوية لما يعرف من بأسه ونجدته، فأظهر للناس قبله أن قيسا قد بايعكم فادعوا الله له! وقرأ عليهم كتابه الذي لان فيه وقاربه، واختلق معاوية كتابا فقرأه على أهل الشام: بسم الله الرحمن الرحيم، إلى الأمير معاوية بن أبي سفيان من قيس بن سعد، أما بعد فإن قتل عثمان كان حدثا في الإسلام عظيما، وقد نظرت لنفسي وديني لم أر يسعني مظاهرة قوم قتلوا إمامهم مسلما محرما برا تقيا، ونستغفر الله لذنوبنا ونسأله العصمة لديننا، ألا وإني قد ألقيت إليك بالسلم وأجبتك إلى قتال قتلة إمام الهدى المظلوم فعول علي فيما أحببت من الأموال والرجال أعجله إليك إن شاء الله تعالى. والسلام