كتب للنبي صلى الله عليه وآله رسالتين أو ثلاثا فأشاع أنه كاتب الوحي!
قال العلامة الحلي رحمه الله في منهاج الكرامة / 77، وفي شرحه للسيد الميلاني: 1 / 475:
(وسموه كاتب الوحي، ولم يكتب له كلمة واحدة من الوحي، بل كان يكتب له رسائل، وقد كان بين يدي النبي صلى الله عليه وآله أربعة عشر نفسا يكتبون الوحي، أولهم وأخصهم به وأقربهم إليه علي بن أبي طالب عليه السلام، مع أن معاوية لم يزل مشركا مدة كون النبي صلى الله عليه وآله مبعوثا، يكذب بالوحي ويهزأ بالشرع. وكان باليمن يوم الفتح يطعن على رسول الله صلى الله عليه وآله ويكتب إلى أبيه صخر بن حرب يعيره بإسلامه ويقول: أصبوت إلى دين محمد صلى الله عليه وآله؟ وكتب إليه: يا صخر لا تسلمن.. الأبيات. والفتح كان في شهر رمضان لثمان سنين من قدوم النبي صلى الله عليه وآله المدينة، ومعاوية حينئذ مقيم على شركه، هارب من النبي صلى الله عليه وآله، لأنه كان قد أهدر دمه، فهرب إلى مكة، فلما لم يجد له مأوى صار إلى النبي صلى الله عليه وآله مضطرا فأظهر الإسلام وإن إسلامه قبل موت النبي صلى الله عليه وآله بخمسة أشهر، وطرح نفسه على العباس فسأل فيه رسول الله صلى الله عليه وآله فعفا عنه، ثم شفع إليه أن يشرفه ويضيفه إلى جملة الكتاب، فأجابه وجعله واحدا من أربعة عشر، فكم كان يخصه من الكتابة في هذه المدة لو سلمنا أنه كان كاتب الوحي، حتى استحق أن يوصف بذلك دون غيره؟! على أن من جملة كتبة الوحي ابن أبي سرح، وارتد مشركا! وفيه نزل: ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم. وقد روى عبد الله بن عمر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله فسمعته يقول: يطلع عليكم رجل يموت على غير سنتي، فطلع معاوية! وقام النبي صلى الله عليه وآله يوما يخطب، فأخذ معاوية بيد ابنه يزيد وخرج ولم يسمع الخطبة، فقال النبي صلى الله عليه وآله: لعن الله القائد والمقود، أي يوم يكون