برمحه فأخذه الأشتر تحت إبطه، فجعل جندب يجتهد في جذبه فلم يمكنه، حتى ضرب الأشتر رمحه فقده نصفين! وهرب جندب فضربه الأشتر بسيفه فصرعه! ثم حمل الأشتر فضاربهم حتى أزال عمرو بن العاص عن موقفه وانكشف أهل الشام، وأفضى الأشتر إلى معاوية، فخرج رجل من بني جمع فضارب عن معاوية حتى أنقذه، وكاد الأشتر يصل إليه وحجز بينهم الليل)!
وقال ابن مزاحم في وقعة صفين / 439: (إن معاوية دعا مروان بن الحكم فقال: يا مروان إن الأشتر قد غمني وأقلقني فأخرج بهذه الخيل في كلاع ويحصب (قبيلتان ) فالقه فقاتل بها. فقال له مروان: أدع لها عمرا فإنه شعارك دون دثارك. قال: وأنت نفسي دون وريدي. قال: لو كنت كذلك ألحقتني به في العطاء، أو ألحقته بي في الحرمان، ولكنك أعطيته ما في يديك، ومنيته ما في يدي غيرك، فإن غلبت طاب له المقام، وإن غلبت خف عليه الهرب). (والإمامة لابن قتيبة: 1 / 99).
ولا يتسع المجال لأن نستعرض المفردات الكثيرة التي تدل على بطولة مالك ويقينه ونبله وسمو إيمانه، وخواء معاوية وانحطاطه!
* * ألم علي عليه السلام على قتل مالك الأشتر رحمه الله!
في الغارات للثقفي: 1 / 264: (عن الشعبي، عن صعصعة بن صوحان قال: فلما بلغ عليا عليه السلام موت الأشتر قال: إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين، اللهم إني أحتسبه عندك فإن موته من مصائب الدهر، فرحم الله مالكا فقد وفى بعهده، قضى نحبه ولقي ربه، مع أنا قد وطنا أنفسنا على أن نصبر على كل مصيبة بعد مصابنا برسول الله صلى الله عليه وآله فإنها أعظم المصائب...
عن مغيرة الضبي قال: لم يزل أمر علي شديدا حتى مات الأشتر، وكان الأشتر