سنه صلى الله عليه وآله دون العاشرة فكفله أبو طالب رحمه الله. ومعنى كرب كما في غريب النهج والأثر للبدري 946: قرب من البلوغ، وهي من الألفاظ المشتركة في اللغات القديمة).
وقد شهد معاوية بهذا اللقب لأبي طالب رحمه الله فقال كما في تاريخ الطبري: 4 / 115 عندما استشهد أمير المؤمنين عليه السلام:
نجوت وقد بل المرادي سيفه * من ابن أبي شيخ الأباطح طالب). انتهى.
وعلى هذا، فتسمية أبي بكر لأبي سفيان (شيخ البطحاء وسيد قريش وسيد مكة) لا وجه له إلا أن أبا بكر كان يعيش ضعف بني تيم، أمام بني أمية! بينما كان سلمان وجماعته يعيشون عزة الإسلام، ويرون أبا سفيان ما زال كافرا رغم إعلانه الإسلام! وقد أمضى النبي صلى الله عليه وآله رأيهم، وحكم بأن إغضابهم إغضاب لله تعالى!
ويبدو أن اعتذار أبي بكر كان موقتا! فما أن تولى الخلافة حتى محى اسم أبي سفيان من المؤلفة قلوبهم، ثم ألغى عمر سهم المؤلفة نهائيا، لأنه علامة على جباه زعماء الطلقاء بأنهم لم يؤمنوا فهم يستمالون بالمال! (راجع: المدونة: 1 / 297، وابن شيبة: 3 / 279، وسنن البيهقي: 7 / 20) من الذي كذب حديث أبي سفيان الذي رواه مسلم؟
المؤكد أن واضع الحديث ليس صحابيا، لأن الصحابي يعرف أن النبي صلى الله عليه وآله تزوج برملة بنت أبي سفيان قبل فتح مكة بدهر، فلا يمكن أن يقول على لسان أبي سفيان للنبي صلى الله عليه وآله: (عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها. قال: نعم)! وهذا أهم إشكالاتهم على الحديث. قال النووي في شرح مسلم: 16 / 63: (واعلم أن هذا الحديث من الأحاديث المشهورة بالإشكال، ووجه الإشكال أن أبا سفيان إنما أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة، وهذا مشهور لا خلاف فيه، وكان النبي (ص) قد تزوج أم حبيبة قبل ذلك بزمان