والمستضعفون، الذين يظهرون الخشوع والنسك، فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ويقربوا مجالسهم، ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل، حتى انتقلت تلك الأخبار، والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان فقبلوها ورووها وهم يظنون أنها حق، ولو علموا أنها باطلة لما رووها ولا تدينوا بها. فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي، فازداد البلاء والفتنة، فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه، أو طريد في الأرض... هذا هو المناخ الذي جرت فيه رواية حديث رسول الله وكتابته)! (راجع المجلد الثالث من شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد / 596). انتهى. (والاحتجاج: 2 / 215).
14 - تعظيم معاوية للشيخين وعثمان.. وقتله أولادهم!
قال معاوية عن سبب تبنيه لنشر (فضائل) أبي بكر وعمر: (فإن هذا أحب إلي وأقر لعيني، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله) ! فالمسألة عنده ليست إيمانه بهما! بل أن يحارب بهما أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم! وكيف يؤمن ابن سيد قريش بشخصين من أرذل بيتين في قريش! أو أذل حيين فيها! كما قال صادقه الأمين أبو سفيان؟!
بل كيف يؤمن معاوية وهو من علياء أمية، بعثمان الذي هو من فرع أموي عادي هو فرع العاص؟! لذلك لم يتردد في إذلال ابن عمر وإهانة أبيه بحضوره! عندما سمع أنه يفكر بالخلافة فقال: (من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر فليطلع لنا قرنه، فلنحن أحق به منه ومن أبيه!). (البخاري: 5 / 48). وتقدم تهديده بالقتل!
لكن ليس كل أولاد الخلفاء الطامعين في الخلافة، يمكن معالجتهم بالتهديد كابن عمر! فهذا عبد الرحمن بن أبي بكر وقف مع أخته عائشة في وجه معاوية وطعن فيه وفي يزيد! فأمر مروان بأخذه، فهرب واختبأ في بيت عائشة!