قوم صالحون يجهزون جنازة أبي ذر رحمه الله كان الأشتر رحمه الله مع مئتي راكب من اليمانيين عائدين من الحج، فشاهدوا امرأة على قارعة الطريق عند الربذة، تلوح بثوب أسود، وإذا بها زوجة أبي ذر الذي نفاه عثمان إلى الربذة، فأخبرتهم أنه توفي ودعتهم إلى القيام بمراسم دفنه.
في اختيار معرفة الرجال: 1 / 283: (مكث أبو ذر رحمه الله بالربذة حتى مات فلما حضرته الوفاة قال لامرأته: إذبحي شاة من غنمك واصنعيها فإذا نضجت فاقعدي على قارعة الطريق، فأول ركب ترينهم قولي: يا عباد الله المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول الله قد قضى نحبه ولقي ربه فأعينوني عليه وأجيبوه! فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني أني أموت في أرض غربة، وأنه يلي غسلي ودفني والصلاة علي رجال من أمتي صالحون... محمد بن علقمة بن الأسود النخعي قال: خرجت في رهط أريد الحج، منهم مالك بن الحارث الأشتر، وعبد الله بن الفضل التميمي، ورفاعة بن شداد البجلي حتى قدمنا الربذة، فإذا امرأة على قارعة الطريق تقول: يا عباد الله المسلمين، هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله هلك غريبا، ليس لي أحد يعينني عليه! قال: فنظر بعضنا إلى بعض وحمدنا الله على ما ساق إلينا، واسترجعنا على عظم المصيبة، ثم أقبلنا معها فجهزناه وتنافسنا في كفنه حتى خرج من بيننا بالسواء (أي من مال الجميع) ثم تعاونا على غسله حتى فرغنا منه، ثم قدمنا مالك الأشتر فصلى بنا عليه ثم دفناه، فقام الأشتر على قبره ثم قال: اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله عبدك في العابدين وجاهد فيك المشركين، لم يغير ولم يبدل، لكنه رأى منكرا فغيره بلسانه وقلبه حتى جفي ونفي وحرم واحتقر، ثم مات وحيدا غريبا، اللهم فاقصم من حرمه ونفاه من مهاجره وحرم رسولك! قال: فرفعنا أيدينا جميعا وقلنا: آمين. ثم قدمت الشاة التي صنعت،