ويفهم من تاريخ دمشق: 70 / 172، أنها تزوجت أبا سفيان بعد سفر مسافر! فيحتمل أن أبا سفيان الذي كان يتردد عليها أيضا أعجبه الطفل، فاتفق مع أبيها عتبة على نسبة الطفل اليه وقتل مسافر لينسى الناس أب الولد ولا يدعيه في المستقبل! فقد كانت القاعدة عندهم أن ولد الزنا إذا كان شبيها كثيرا بالزاني، وأراد الأهل أو الزوجة التخلص من العار ونسبته إلى زوج آخر، فلا بد أن يقتلوا أباه! وهذا ما حصل لمسافر بن أبي عدي!
ونفس الشئ حصل للصباح الحبشي الأجير، الذي كان ولدها عتبة شبيها به! فعندما أحست هند بالطلق ذهبت إلى جبال أجياد (فلما وضعته رأت البياض غلب عليه وأدركتها حنة، فأبقته ولم تنبذه، ولذلك يقول حسان بن ثابت.. إلى آخر ما تقدم) فلم تقتله هند فقررت أن تقتل أباه الصباح، وتنسبه إلى أبي سفيان!
قال القاضي النعمان في المناقب والمثالب 246: (فلما فشا خبر الصباح ووقوعه بهند، غاربه (من الغربة) عمارة بن الوليد بن المغيرة، وكان يأتيها، فخرج بالصباح إلى سفر وأمر به فطبخ له قدرا فأتاه به في يوم حار فقال: طعام حار في يوم حار! وأمر به فشد في شجرة ورماه بالنبل حتى قتله، لما نقمه عليه من أمر هند)!
أقول: ولعل لهند قصة مشابهة في مولودها الثالث وهي ابنتها أم الحكم، ولم أتتبع أمرها! أعاذ الله المسلمين من هذا النوع القذر! ولنعم ما قال عبد الرزاق شيخ البخاري الموثق: (فذكر رجل معاوية فقال: لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان)! (تفسير عبد الرزاق: 1 / 20، وتاريخ دمشق: 36 / 187، وسير أعلام النبلاء: 9 / 570).
رأي أمير المؤمنين عليه السلام في نسب معاوية وبني أمية!
كتب عليه السلام لمعاوية: (وأما استواؤنا في الحرب والرجال، فلست بأمضى على الشك مني على اليقين، وليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة.