ستلقون بعدي أثرة، فقد لقيناها! قال معاوية: فماذا قال لكم؟ قالوا: قال لنا: فاصبروا حتى تردوا علي الحوض. قال: فافعلوا ما أمركم به، عساكم تلاقونه غدا عند الحوض كما أخبركم!! وحرمهم ولم يعطهم شيئا). انتهى.
(ملاحظة: ذكر ابن أبي الحديد هنا شعرا لخالد بن سعيد بن العاص قاله ردا على ابن العاص في أحداث السقيفة، ولا علاقة له بالموضوع، مما يدل على أن في نسخته الموجودة سقطا كثيرا).
ويظهر أن معاوية كان يردد كلامه الإستهزائي للأنصار في كل مناسبة يطلبون فيه عطاءهم، أو إنصافهم ورفع الظلم عنهم! ففي تاريخ اليعقوبي: 2 / 223: (ثم كلمه الأنصار، فأغلظ لهم في القول.... قالوا: أوصانا بالصبر. قال: فاصبروا. ثم أدلج معاوية إلى الشأم، ولم يقض لهم حاجة)!
وفي مروج الذهب / 761 في ترجمة جابر بن عبد الله الأنصاري: (وقد كان قدم إلى معاوية بدمشق فلم يأذن له أياما، فلما أذن له قال: يا معاوية أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من حجب ذا فاقة وحاجة حجبه الله يوم القيامة يوم فاقته وحاجته! فغضب معاوية وقال له: سمعته يقول: إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تردوا علي الحوض، أفلا صبرت؟! قال: ذكرتني ما نسيت! وخرج فاستوى على راحلته ومضى فوجه إليه معاوية بستمائة دينار فردها وكتب إليه... أبياتا، وقال لرسوله: قل له وار يا ابن آكلة الأكباد! لا وجدت في صحيفتك حسنة أنا سببها أبدا)! وفي أنساب الأشراف / 898: أن أبا أيوب الأنصاري قال لمعاوية: (فإن رسول الله قال لنا: إنكم ستلقون بعدي أثرة يا معاشر الأنصار فاصبروا حتى تلقوني، قال: فاصبر يا أبا أيوب! قال أقلنها يا معاوية! والله لا أسألك بعدها شيئا أبدا)!
قال ابن عقيل في النصائح الكافية / 126: (يشم من لم يصبه زكام التعصب من كلام معاوية تهكمه بالنبي صلى الله عليه وآله واستخفافه بوصاياه بالأنصار! نعوذ بالله من