تكونا لمعاوية، فيقول للناس: أنا وارث نبيكم محمدا، وأنا كاتب وحيه ومبلغه إلى الناس، وأنا وارث منبره! ففي تاريخ الطبري: 4 / 177: (وفي هذه السنة ( خمسين هجرية) أمر معاوية بمنبر رسول الله (ص) أن يحمل إلى الشام، فحرك فكسفت الشمس حتى رئيت النجوم بادية يومئذ، فأعظم الناس ذلك)! انتهى.
وفي النجوم الزاهرة: 1 / 138: (وفيها أراد معاوية نقل منبر النبي (ص) من المدينة وأن يحمل إلى الشام، وقال: لا يترك هو وعصا النبي (ص) بالمدينة وهم قتلة عثمان! فطلب العصا وهي عند سعد القرظ، وحرك المنبر فكسفت الشمس حتى رؤيت النجوم بادية! فأعظم الناس ذلك فتركه).
وفي شرح السيوطي لسنن النسائي: 2 / 59: (بعث معاوية إلى مروان وهو عامله على المدينة أن يحمل المنبر إليه، فقلع فأظلمت المدينة! وفي رواية فكسفت الشمس حتى رأينا النجوم! فخرج مروان فخطب فقال: إنما أمرني أمير المؤمنين أن أرفعه! فدعا نجارا وكان ثلاث درجات فزاد ست درجات، وقال: إنما زدت فيه حين كثر الناس). (والنجوم الزاهرة: 1 / 138, والوجيز للواحدي: 1 / 130).
ومعنى هذا أن محاولته كانت بعد شهادة الإمام الحسن عليه السلام، غير أن مصادرنا روت أنها كانت في سنة إحدى وأربعين، أي بعد الصلح مباشرة، وأنه أراد أن يجعله على شكل منبره في الشام تماما، وأنه فعل ذلك رغم الآية الربانية!
ففي الكافي: 4 / 554، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (لما كان سنة إحدى وأربعين أراد معاوية الحج فأرسل نجارا وأرسل بالآلة، وكتب إلى صاحب المدينة أن يقلع منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ويجعلوه على قدر منبره بالشام! فلما نهضوا ليقلعوه انكسفت الشمس وزلزلت الأرض، فكفوا وكتبوا بذلك إلى معاوية، فكتب عليهم يعزم عليهم لما فعلوه، ففعلوا ذلك!! فمنبر رسول الله صلى الله عليه وآله المدخل الذي