دونك ما استسقيته فاحس وذق). انتهى.
على أن مصادرهم روت أن عليا عليه السلام احتج على معاوية بأن أبا سفيان جاءه ليبايعه بالخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وشهد بأنه أحق الناس بهذا الأمر! ففي ثقات ابن حبان: 2 / 287، وفتوح ابن الأعثم: 2 / 558: (فكتب إليه علي: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان. أما بعد، فإنه أتاني كتابك تذكر فيه حسدي للخلفاء، وإبطائي عنهم والكره لأمرهم، فلست أعتذر من ذلك إليك ولا إلى غيرك، وذلك أنه لما قبض النبي صلى الله عليه وآله واختلفت الأمة قالت قريش: منا الأمير، وقالت الأنصار: بل منا الأمير، فقالت قريش: محمد منا ونحن أحق بالأمر منكم فسلمت الأنصار لقريش الولاية والسلطان، فإنما تستحقها قريش بمحمد صلى الله عليه وآله دون الأنصار، فنحن أهل البيت أحق بهذا الأمر من غيرنا... أما ما ذكرت من قتلة عثمان، فإني قد نظرت في هذا الأمر فلم يسعني دفعهم إليك. وقد كان أبوك أبو سفيان جاءني في الوقت الذي بايع الناس فيه أبا بكر، فقال لي: أنت أحق الناس بهذا الأمر من غيرك، هات يدك حتى أبايعك، وإن شئت لأملأن المدينة خيلا ورجلا على ابن أبي قحافة، فلم أقبل ذلك! والله يعلم أن أباك قد فعل ذلك، فكنت أنا الذي أبيت عليه مخافة الفرقة بين أهل الإسلام، فإن تعرف من حقي ما كان أبوك يعرفه لي، فقد أصبت رشدك، وإن لم تفعل فسيغني الله عنك. والسلام! فلما قرأ معاوية الكتاب تهيأ هو ومن معه على المسير إلى علي! ثم سار يريد العراق. وسار علي من العراق وصلى الظهر بين القنطرة والجسر ركعتين، وبعث على مقدمته شريح بن هانئ وزياد بن النضر بن مالك، أمر أحدهما أن يأخذ على شط دجلة، والآخر على شط الفرات). انتهى.