الموسم: أيها الناس: من عرفني فقد عرفني، ومن جهلني فأنا جندب بن جنادة، أنا أبو ذر. أيها الناس: إني سمعت نبيكم يقول: مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح في قومه، من ركبها نجا ومن تركها غرق، ومثل باب حطة في بني إسرائيل. أيها الناس: إني سمعت نبيكم يقول: إني تركت فيكم أمرين، لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وأهل بيتي...) إلى آخر الحديث.
وفي كتاب كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ص 69: بسنده عن أنس بن مالك قال: (كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم عند النبي صلى الله عليه وآله ودخل الحسن والحسين فقبلهما رسول الله صلى الله عليه وآله وقام أبو ذر فانكب عليهما وقبل أيديهما ثم رجع فقعد معنا فقلت له سرا:
رأيت رجلا شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقوم إلى صبيين من بني هاشم فينكب عليهما ويقبل أيديهما! فقال: نعم لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول الله صلى الله عليه وآله لفعلتم بهما أكثر مما فعلت! قلنا: وماذا سمعت يا أبا ذر؟ قال: سمعته يقول لعلي ولهما: يا علي، والله لو أن رجلا صلى وصام حتى يصير كالشن البالي، إذا ما نفعته صلاته وصومه إلا بحبكم. يا علي من توسل إلى الله بحبكم فحق على الله أن لا يرده. يا علي من أحبكم وتمسك بكم، فقد تمسك بالعروة الوثقى. قال: ثم قام أبو ذر وخرج وتقدمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلنا: يا رسول الله أخبرنا أبو ذر عنك بكيت وكيت؟ قال: صدق أبو ذر صدق، والله ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر. قال: ثم قال: خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد، قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام، ثم نقلنا إلى صلب آدم ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات. فقلت: يا رسول الله، فأين كنتم وعلى أي مثال كنتم؟ قال: كنا أشباحا من نور تحت العرش، نسبح الله تعالى ونمجده، ثم قال: لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ودعني جبرئيل فقلت: حبيبي جبرئيل أفي هذا