فإن في قبولك عتقي، فقال أبو ذر: إن كان عتقك فيه فإن فيه رقي! وردها).
وفي كشكول البهائي / 143 أن الذي بعث اليه بالمال عثمان، وكذا في أعيان الشيعة: 4 / 231، عن لباب الآداب.
وفي شعب الإيمان: 7 / 377: (بعث حبيب بن مسلمة (معاون معاوية) إلى أبي ذر وهو بالشام ثلاثمائة دينار فقال: أستعن بها على حاجتك. فقال أبو ذر: إرجع بها إليه، ما أحد أغنى بالله منا، ما لنا إلا ظل نتوارى به، وثلاثة من غنم تروح علينا، ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها، ثم إني لأتخوف الفضل). (وتاريخ دمشق: 66 / 208 والزهد لابن أبي عاصم: 1 / 147 ونهج الحق للعلامة / 299، وفتن ابن حماد: 1 / 248).
وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء: 2 / 69، رواية تدل على أن أبا ذر كان يقبل أحيانا هدايا معاوية وينفقها، وهذا ينسجم مع فقه أهل البيت عليهم السلام وسيرتهم فقد كانوا يقبلون هدايا الحكام أحيانا ليصرفوها على بعض المسلمين، قال الذهبي:
(فأمره أن يرتحل إلى الشام فيلحق بمعاوية، فكان يحدث بالشام فاستهوى قلوب الرجال! وكان يقول: لا يبيتن عند أحدكم دينار ولا درهم ولا تبر ولا فضة إلا شئ ينفقه في سبيل الله أو يعده لغريم! وإن معاوية بعث إليه بألف دينار في جنح الليل فأنفقها، فلما صلى معاوية الصبح دعا رسوله فقال: إذهب إلى أبي ذر فقل: أنقذ جسدي من عذاب معاوية، فإني أخطأت (أي لم تكن الألف دينار لك)! قال: يا بني، قل له: يقول لك أبو ذر: والله ما أصبح عندنا منه دينار. ولكن أنظرنا ثلاثا حتى نجمع لك دنانيرك! فلما رأى معاوية أن قوله صدق فعله، كتب إلى عثمان: أما بعد، فإن كان لك بالشام حاجة أو بأهله، فابعث إلى أبي ذر، فإنه قد وغل صدور الناس). انتهى.
وهكذا لم يخضع أبو ذر رحمه الله لمحاولات بني أمية إغراءه بالمال، ولا لتهديدهم