الله صلى الله عليه وآله وشملتني البركة برؤيتها. ثم رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إني أحبهم ولو قطعت إربا إربا في محبتهم ما زلت عنها، ابتغاء وجهك والدار الآخرة، فارجعوا رحمكم الله، والله أسأل أن يخلفني فيكم أحسن الخلافة. فودعه القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه). (وأورده مختصرا في: 2 / 376).
وفي مروج الذهب / 585: (فاعترض مروان فقال: يا علي إن أمير المؤمنين قد نهى الناس أن يصحبوا أبا ذر في مسيره ويشيعوه، فإن كنت لم تدر بذلك فقد أعلمتك، فحمل عليه علي بن أبي طالب بالسوط وضرب بين أذني راحلته، وقال: تنح نحاك الله إلى النار ومضى مع أبي ذر فشيعه ثم ودعه وانصرف، فلما أراد علي الانصراف بكى أبو ذر وقال: رحمكم الله أهل البيت، إذا رأيتك يا أبا الحسن وولدك ذكرت بكم رسول الله صلى الله عليه وآله. فشكا مروان إلى عثمان ما فعل به علي بن أبي طالب، فقال عثمان: يا معشر المسلمين من يعذرني من علي: رد رسولي عما وجهته له، وفعل كذا، والله لنعطينه حقه، فلما رجع علي استقبله الناس فقالوا له: إن أمير المؤمنين عليك غضبان لتشييعك أبا ذر، فقال علي عليه السلام: غضب الخيل على اللجم! فلما كان بالعشي جاء إلى عثمان، فقال له: ما حملك على ما صنعت بمروان ولم اجترأت علي ورددت رسولي وأمري؟ قال: أما مروان فإنه استقبلني يردني فرددته عن ردي، وأما أمرك فلم أرده، قال عثمان: ألم يبلغك أني قد نهيت الناس عن أبي ذر وعن تشييعه؟ فقال علي: أوكلما أمرتنا به من شئ نرى طاعة الله والحق في خلافه، اتبعنا فيه أمرك؟! بالله لا نفعل!
قال عثمان: أقد مروان، قال: ومم أقيده؟ قال: ضربت بين أذني راحلته وشتمته فهو شاتمك وضارب بين أذني راحلتك، قال علي: أما راحلتي فهي تلك فإن أراد أن يضربها كما ضربت راحلته فليفعل. وأما أنا فوالله لئن شتمني