أن يتلف! فقيل له: إنك تموت من ذلك، فقال: هيهات لن أموت حتى أنفى، وذكر جوامع ما ينزل به بعد، ومن يتولى دفنه!
فأحسن إليه عثمان في داره أياما، ثم دخل إليه فجلس على ركبتيه وتكلم بأشياء، وذكر الخبر في ولد أبي العاص إذا بلغوا ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله خولا.... قال: فإني مسيرك إلى الربذة، قال: الله كبر صدق رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخبرني بكل ما أنا لاق! قال عثمان: وما قال لك؟ قال: أخبرني بأني أمنع عن مكة والمدينة وأموت بالربذة، ويتولى مواراتي نفر ممن يردون من العراق نحو الحجاز). (ورواه في الرياض النضرة ص 364 ونحوه العسكري في الأوائل / 108، بتفاوت، وفيه: (قال عثمان: أجلس، ألم يبلغني أنك تقول: ما أحب أن أكون في صلاح عمر بن الخطاب؟ قال: وإن قلته فمه؟ أسلمت كما أسلم وهاجرت كما هاجر ، وأنا على يقين من نفسي وشك من غيري... الخ.) وفي تاريخ اليعقوبي: 2 / 172: (قال: أتخرجني من حرم رسول الله؟ قال: نعم وأنفك راغم. قال: فإلى مكة؟ قال: لا! قال: فإلى البصرة قال: لا! قال: فإلى الكوفة؟ قال: لا! ولكن إلى الربذة التي خرجت منها حتى تموت بها. يا مروان أخرجه ولا تدع أحدا يكلمه حتى يخرج! فأخرجه على جمل ومعه امرأته وابنته فخرج وعلي والحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وعمار بن ياسر ينظرون، فلما رأى أبو ذر عليا قام إليه فقبل يده ثم بكى وقال: إني إذا رأيتك ورأيت ولدك ذكرت قول رسول الله فلم أصبر حتى أبكي... الخ.).
* * إلى غير ذلك من الأحاديث التي رواها أبو ذر رحمه الله في تحذير النبي صلى الله عليه وآله لأمته من بني أمية، منها: في تفسير قوله تعالى: ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار... وأنهم بنو المغيرة وبنو أمية.