قال العيني في عمدة القاري: 4 / 291: (إنما كتب معاوية يشكو أبا ذر، لأنه كان كثير الاعتراض عليه والمنازعة له، وكان في جيشه ميل إلى أبي ذر، فأقدمه عثمان خشية الفتنة، لأنه كان رجلا لا يخاف في الله لومة لائم).
وفي بحار الأنوار: 31 / 274: (كتب معاوية إلى عثمان: إن أبا ذر قد حرف قلوب أهل الشام وبغضك إليهم فما يستفتون غيره، ولا يقضي بينهم إلا هو، فكتب عثمان إلى معاوية: أن احمل أبا ذر على ناب صعبة). (وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي / 266، والفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم: 2 / 152، وغيرها).
وفي فتوح ابن الأعثم: 2 / 373: (فلما أدخل على عثمان ونظر إليه قال: لا أنعم الله بك عينا يا جنيدب! فقال أبو ذر: أنا جندب بن جنادة وسماني النبي صلى الله عليه وآله عبد الله! فقال عثمان: أنت الذي تزعم بأننا نقول أن يد الله مغلولة وأن الله فقير ونحن أغنياء؟ فقال أبو ذر: لو كنتم لا تقولون ذلك لأنفقتم مال الله على عباده المؤمنين؟ إني لم أقل ذلك، ولكني أشهد لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا جعلوا مال الله دولا، وعباد الله خولا، ودين الله دخلا! ثم يريح الله العباد منهم. فقال عثمان لمن بحضرته من المسلمين: أسمعتم هذا الحديث من رسول الله؟! فقالوا: ما سمعناه، فقال عثمان: ويلك يا جندب أتكذب على رسول الله؟! فقال أبو ذر لمن حضر: أتظنون أني كذبت ولم أصدق في هذا الحديث؟! فقال عثمان: ادعوا لي علي بن أبي طالب، فدعي له، فلما جلس قال عثمان لأبي ذر: أقصص عليه حديثك في بني أبي العاص، قال: فأعاد الحديث أبو ذر، فقال عثمان: يا أبا الحسن هل سمعت هذا من رسول الله؟ فقال علي رضي الله عنه:} لم أسمع هذا ولكن {قد صدق أبو ذر! فقال عثمان: وبماذا صدقته؟ فقال علي: بحديث النبي صلى الله عليه وآله قال: ما أظلت الخضراء