يزيد بن شريك عن أبي ذر أنه قال لمعاوية: سمعت النبي (ص) يقول: أحدنا فرعون هذه الأمة! فقال: هو حديث يرويه الأعمش عن إبراهيم التيمي، عن أبيه عن أبي ذر، واختلف عنه فرواه الثوري عن الأعمش كذلك، ورواه أبو عوانة ومنصور بن أبي الأسود عن الأعمش، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم التيمي، وحكيم بن جبير ضعيف الحديث، وهو الصواب. فدل أن رواية الثوري ومن تابعه مرسل! حدثنا أبو صالح الأصبهاني، أنبأنا أبو مسعود، أنبأنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال النبي (ص) لرجلين: أحدهما فرعون هذه الأمة! فقال الآخر أما أنا فلا! كذا حدث به أبو مسعود).
وفي علل الحديث لابن أبي حاتم: 2 / 406: (سألت أبي عن حديث رواه عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر أنه قال لمعاوية: إني أو إياك فرعون هذه الأمة! قال: أبي: هذا حديث باطل، يروون أن الأعمش أخذه من حكيم بن جبير عن إبراهيم عن أبيه عن أبي ذر، وحكيم هو نحو يونس بن خباب، وهو ذاهب في الضعف). انتهى.
أقول: هذا من تضعيفاتهم دفعا بالصدر وتبعا للهوى! فالدارقطني وابن أبي حاتم لم يجدا مجالا للطعن في رجال السند، لأنهم كلهم ثقات عندهم، فزعما أن الأعمش لم يروه عن إبراهيم التيمي مباشرة، بل بواسطة شخص هو حكيم بن جبير، وحكيم هذا ضعيف، فيكون السند ساقطا من الأعمش فما فوق، ومرسلا من عند سفيان الثوري!
ولو قلت لهم: إن الموجود في سند الحديث كما في أخبار أصبهان: 2 / 113 ورواية الدارقطني نفسه: (الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر)! فمن أين